* ماكرون يصطاد علماء أمريكيين من ماء ترامب العكر

باريس - لوركا خيزران

لم يكن لأشد المتشائمين بالمستقبل العلمي للولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي اليميني دونالد ترامب أن يتوقعوا بدء علماء أمريكيين تقديم طلبات للحكومة الفرنسية للاقامة على أراضيها بهدف دفع بحوثهم العلمية، في ظل ما يقول علماء إنه "معاداة" ترامب البحث العلمي والعلماء، وهو ما اصطلح على تسميته "اللجوء العلمي"، بعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء حملته الانتخابية علماء الولايات المتحدة للجوء علمياً إلى بلاده.



وبحسب معلومات تحصلت عليها "الوطن" من مصادر مطلعة في باريس فإن فرنسا - منذ دعوة ماكرون العلماء الأمريكيين في فبراير الماضي قبل فوزه بالانتخابات- استقبلت 1800 طلبا من علماء أمريكيين للإقامة على أراضيها بهدف دفع بحوثهم العلمية وتمويلها ودعمها.

وكان ماكرون دعا في 4 فبراير العلماء العاملين في مجالات التغير المناخي والطاقة المتجددة أو الصحة الذين يتخذون من الولايات المتحدة مقرا لهم ويشعرون بالقلق من الوضع السياسي الجديد إلى اللجوء لبلاده.

وقال ماكرون حينها "أدعو كل من يجسد اليوم الإبداع والتميز في الولايات المتحدة للاستماع إلى ما نقوله، من الآن فصاعداً واعتباراً من مايو المقبل سيكون لكم وطن جديد هو فرنسا".

واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، موجة من التغريدات، التي تعبر عن قلق موظفين في أكثر من 12 وكالة حكومية أمريكية، مما قالوا إنها "محاولات ترامب لتقييد البحوث الاتحادية بشأن التغير المناخي وغيره من العلوم".

وحددت فرنسا قبل نحو شهر قائمة بأسماء أول 18 عالماً دولياً في مجال البيئة للاستفادة من فرص البحث التي أعلنها الرئيس ماكرون، رداً على انسحاب الولايات المتحدة بقرار من دونالد ترامب، من اتفاقية باريس حول تغير المناخ.

وسيحصل الفائزون الـ 18 ومن بينهم 13 من الولايات المتحدة، على إقامة طويلة الأجل في المؤسسات البحثية الفرنسية.

وتتراوح المشاريع بين الرصد عالي الدقة لـ "النظام الأرضي"، بدراسات عن تأثير تغير المناخ على الكائنات الحية، إلى إدارة الكربون للحد من استخدام الكربون الأحفوري.

وفى يونيو الماضي، رد ماكرون على قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من اتفاقية باريس، بدعوة العلماء ورجال الأعمال الأمريكيين إلى القدوم إلى فرنسا بدلاً من ذلك.

ودون أن يذكر ترامب بالاسم، قال ماكرون خلال خطابه الانتخابي قبل أشهر في مدينة ليون جنوب شرق فرنسا، إنه يدعو كل "العلماء والأكاديميين وممثلي الشركات في الولايات المتحدة ممن يحاربون نشر الجهل ويشعرون بالخوف اليوم" للانتقال إلى بلد الإبداع الذي يرغب في أن تكون فرنسا نموذجاً له.