دائماً كنت أقول لأي شخص، عربي أو أجنبي، يحدثني عن البحرين وعما حصل فيها، ويبدأ بالتشدق بمسألة الحريات والحقوق، بنفس الإسطوانة «المضللة» التي تشغلها جمعيات الانقلاب، كنت أقول له: «حتى تعرف حقيقة هؤلاء، بالأخص فيما يدعونه من دفاع عن حقوق الإنسان، وتنزيه المعارضة، والادعاء بأنهم يدافعون عن حرية الناس في التعبير، حتى تعرف حقيقتهم، فقط اسألهم عن إيران».

هل رأيتم جمعية خامنئي الولائية عبر وكيلها في البحرين عيسى قاسم، هل رأيتم «الوفاق» يوماً، تدين ما يحصل في إيران من قمع لحقوق الشعب، وقتل للحريات، وتعذيب وسجن وانتهاكات؟! هل سمعتم قط أحد «أبطالها الأفذاذ» تغزوه الجرأة فـ«يستأسد» فجأة ويتحدث عن سيده ومولاه خامنئي وجرائمه؟!

هم استماتوا في نفي ارتباطهم بإيران، ورغم ذلك لا يتحرك «لسانهم الأعوج» ولا ينطق بحرف يدين إيران، رغم أن النظام الإيراني ينتهك الحقوق ويمارس التعذيب ويقتل الشعب، بل ويعادي المعارضة الإيرانية. والسؤال هنا، أولستم معارضة؟! فما بالكم تعادون المعارضة الإيرانية، ألأنها معارضة ضد مرجعكم السياسي والديني خامنئي؟!

اتركوا هؤلاء الطائفيين الذين هم ليسوا سوى أدوات يستخدمها الساسة الإيرانيون وحينما ينتهي مفعولها يرمونهم كما ترمى «الأحذية البالية»، ولنتحدث عن «رفقاء النضال»، أولئك «العروبيين» الذين منذ وعينا عرفنا أنهم كانوا «المدافعين عن العروبة»، وليس الإسلام طبعاً باعتبارهم شيوعيين ويساراً، لكن أقلها «يدافعون عن العرب» كما يزعمون، هؤلاء ابحث عنهم اليوم، فإنك كانت الوفاق بمثابة «الخادم» لنظام إيران، فإن هؤلاء هو أدنى مرتبة منهم، بل هم «أذيال للخدم» الإيرانيين.

فقط لنبحث عن «تصريح صريح واحد» من «المناضلين» في «وعد» مثلاً، وفيمن تبعوا الوفاق إلى «الدوار الموعود» من مدعي «الليبرالية»، ابحثوا عن تصريح واحد يدينيون فيه انتهاكات حقوق الإنسان، والقتل والتعذيب، والفصل العنصري الطائفي الذي يمارسه النظام الإيراني، وبشهادة العالم وبإثباتات ودلائل، وبوجود معارضة في الخارج لا تتحدث إلا بأرقام وشواهد.

هل رأيتم «وعد» يوماً تدين الذي يحصل في إيران؟! «وعد» أصدرت بياناً «خجولاً» مقتضباً بشأن قانون الأسرة «خوفاً» من الوفاق وعيسى قاسم، هل تتوقعون منها وهي «الذيل المطيع» للوفاق أن تدين جرائم خامنئي وإيران، وهم أسياد الوفاق وممولي الإرهابيين والانقلابيين في البحرين؟!

سيقولون لك بأسلوبهم المعتاد في «الهرب» وفي «تحويل دفة الأسئلة» لاتجاهات أخرى، سيقولون لك «هذا شأن إيراني داخلي» ونحن لا نتحدث عن الدول الأخرى، بل قضيتنا البحرين. طيب، هذا أمر إيجابي جداً، لكن التناقض يبين واضحاً لدى الكذاب وصاحب الأجندة، إذ إن كان عرفكم عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، حتى لو كانت بشأن قضايا حقوق إنسان أنتم تدعون الدفاع عنها، فهل يمكنكم تفسير بياناتكم وتصريحاتكم وانتقاداتكم وإداناتكم واستهدافاتكم للمملكة العربية السعودية مثلاً، مدعين بأنها تنتهك حقوق الإنسان، بينما أنتم تعلمون أن المملكة تقاتل الإرهاب الإيراني عبر خلاياه العميلة في مناطقهم المعروفة، تقاتل الطائفيين من جماعة العميل الإيراني نمر النمر وغيره. هذا تناقض أصحاب الأجندات وأصحاب العقول والعين «العوراء» التي تدعي أنها «تناضل» لأجل حقوق الإنسان، لكنها «تغمض» عيونها عما يحصل في إيران. ليس القصد هنا «إحراجكم» حتى تدينوا، فنحن لا نحتاج إدانة من كشف لنا بنفسه عن وجهه الانقلابي القبيح، وادعى كذباً بأن قلبه على البحرين بينما عيناه على وعود إيران وعملائها له، بل فقط نبين للناس والذين مازالوا مخدوعين بـ«مدعي النضال والعروبية» كيف أن هؤلاء أضاعوا تاريخاً كبيراً، وباتوا أتباعاً ليمين متشدد متطرف قبلته إيران ومقامه الذي يركع فيه تحت أرجل خامنئى.

أما النكتة الأخرى، فتلك التي روج لها ذات مرة أنصار الطائفي العنصري نبيل رجب مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، حينما قالوا إنه «مدافع حيادي» عن حقوق الإنسان، وليس مدافعاً فقط عن الانقلابيين الطائفيين، مدللين على أنه في يوم ما، تحدث عن شخص من المذهب السني، حكمت عليه الدولة قضائياً بسبب اتهامه بالإرهاب، قالوا إن رجب «ليس طائفياً» و«ليس عنصرياً» لأنه دافع «في مرة واحدة أثيرة» عن «شخص سني»، وطبعاً كلنا نعرف لأن القضية ضد الحكومة لا لشيء آخر، وبغية رفع الحرج عنه، لأن هذا «الرجب غير النبيل» لم يكن يوماً عادلاً أو منصفاً ولا حقوقياً مدافعاً عن حقوق كافة البشر، وإن كان كلامنا الذي نقوله خاطئاً، فلماذا لم نسمع منه أو أحد أنصاره كلمة واحدة عن قتل أكثر من 50 شخصاً حتى الآن في إيران، واعتقال أكثر من 3 آلاف، واقتيادهم للسجون السرية لتعذيبهم، منذ بدء الانتفاضة المنادية بـ«الموت لخامنئي»؟!

فقط اسألوهم عن إيران، سترون «خرس الأتباع»، بالتالي هؤلاء الطائفيون الانقلابيون على بلادنا، يضيع وقته من يسعى للنقاش معهم، هؤلاء ليثبتوا أولاً أنهم ليسوا «عملاء» لنظام عدو يستهدف البحرين، بعدها لكل حادث حديث.

المهزلة أنهم يصفون الوطنيين المخلصين للبحرين بـ«المرتزقة» و«المأجورين»، والحقيقة أنها «صفاتهم هم»، صفات من يبيع وطنه لأجل مشروع صفوي مجوسي خبيث.