يقشعر بدني ويعتصر قلبي في كل مرة أستيقظ فيها على خبر تفجير في إحدى الدول، عربية كانت أم غربية، مسلمة كانت أو غير مسلمة، بالرغم من تكرار هذه الأحداث بشكل شبه أسبوعي مؤخراً، حتى كدنا نعتاد عليها، بل ونتعايش معها! لماذا ينمو الإرهاب وينتعش؟ فكلما يتم إحباط خلية إرهابية، تظهر خلية أخرى، لماذا تقف الدول عاجزة عن التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه؟ من المسؤول وإلى من توجه أصابع الاتهام؟

مازال خبر استهداف كنيسة ومتجر يمتلكه قبطي في منطقة حلوان في جمهورية مصر الشقيقة، يرن في أذني، لا أستطيع أن أصف شعوري بأنه حزن فحسب! فشعوري أعمق من ذلك بكثير! أشعر بنزيف قلبي كلما نزف وطن، كلما سمعت صراخ رجل، وأنين امرأة، وكلما رأيت دموع طفل سلبت منه أبسط حقوقه في غمضة عين، حقه في أن ينشأ برعاية والديه، في جوٍ يسوده الحب والأمان.

إن الإرهاب باقٍ ومستمر في مجتمعاتنا، مادام التطرف والعدوان باقياً، فلن تنجح الجهود المبذولة في سبيل القضاء عليه إن لم نستطع استئصاله واقتلاعه من جذوره، لن يموت الإرهاب مادامت الشعوب منشغلة بالصراعات الطائفية والتكفيرية، لن يموت الإرهاب إذا استمرت الشعوب في تنشئة أبنائها على أن الشيعي كافر، والسني كافر، وكل من يؤمن بغير الإسلام لا يستحق الرحمة ولا الشفقة، سيحيا الإرهاب ويكبر كلما فرضنا حصاراً على أفكارنا وجعلناها في أيدي أهل السياسة ورجال الدين المتطرفين، لن يموت الإرهاب إذا كان الإرهاب الفكري منهج المعلم، تلك الأيديولوجيا التي تحجر على العقول والحريات وتحرم عليها التعبير عن ذاتها بحجة أن هذا مخالف لثقافةٍ أو لمذهبٍ أو عقيدةٍ أو رأيٍ ما، فيضحي أبناؤنا نسخاً مكررة عن أساتذتهم. سيعيش الإرهاب وسنموت نحن، مادامت هذه النماذج باقية.

لا يقتصر دور محاربة الإرهاب على الدول والحكومات فحسب، بل إن المسؤولية الأكبر تقع علينا نحن الشعوب والأفراد، نحن مازلنا بحاجة إلى المزيد من التوعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة، بحاجة إلى متابعة أطفالنا وشبابنا وحمايتهم من خطر التجنيد الإلكتروني والغزو الفكري، نحن كدول عربية تحديداً بحاجة إلى التكاتف لا التفكك، نحتاج إلى أن نفهم من الدين أنه لله، وأن الوطن للجميع.