أخيراً تقدمت الدولة «بمبادرة وطنية» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولصد التهديدات التي تمس الهوية الوطنية والانتماء الوطني فشكراً لمعالي الشيخ راشد بن عبدالله وزير الداخلية

إن أهم ما جاء في كلمة معاليه أمس الأول حول هذه المبادرة هو التالي:

«الإخوة والأخوات

من الأمور الأساسية التي أود التركيز عليها، نظراً لعلاقتها المباشرة بأمننا واستقرارنا موضوع الهوية الوطنية، حيث أن هويتنا البحرينية، تأثرت بعد أحداث 2011 وما تلاها من تداعيات، تركت أثرها على العلاقات الاجتماعية...»

ودعوني أوجه هذا السؤال: كيف تريدون البحرين في المستقبل لأبنائكم؟ هل تريدون بحرين 2011؟ وهل نريد لأولادنا أن يعيشوا في اختلاف؟

لذلك أتقدم بمبادرة شاملة للانتماء الوطني ترتكز على خمسة عناصر «التشريعات والأنظمة- المناهج والمقررات-المطبوعات- حملات العلاقات العامة - وبرامج الانتماء» وأتطلع أن يتم إنجاز هذا المشروع الوطني من خلال مشاركتكم، وسنطلب من البعض ليكون من ضمن اللجنة التي تعمل على وضع التفاصيل التنفيذية للدراسة ليتم رفعها إلى الحكومة الموقرة» انتهى الاقتباس

لا حاجة للقول كم بح صوتنا ونحن نحذر من تفاقم الموضوع وخطورته على الأمن والاستقرار، وكم نادينا بأن يكون هناك مشروع تتبناه وتؤسسه الدولة بمشاركة المجتمع المدني لحماية وصيانة الهوية الوطنية والانتماء الوطني، لتعزيز قواسمنا المشتركة كمواطنين، أرضنا واحدة وجنسيتنا واحدة ولغتنا واحدة وعلمنا واحد ودستورنا واحد هو مرجعيتنا على اختلاف أدياننا ومذاهبنا وجنسنا وأعراقنا وأصولنا.

كيف نجعل من هذه القواسم المشتركة أرضاً واحدة نقف عليها باختلاف أعراقنا وأدياننا ومذاهبنا، سوراً واحداً يجمعنا ويحدد ويؤطر ويدير اختلافاتنا إن وجدت، فهناك دستور واحد نحتكم له وحده، ولا يتقدم انتماء أو هوية على تلك القواسم المشتركة، كيف نزيع ونعيد غرس تلك القيم والسمات الشخصية من خلال عناصر المبادرة الخمسة «التشريعات والأنظمة- المناهج والمقررات-المطبوعات- حملات العلاقات العامة - وبرامج الانتماء»؟

ذلك مشروع إن جهدت الدولة فيه وتعاونت فيه جميع أجهزتها بلا استثناء تربية وتعليم وإعلام ومحافظات وبلديات وشباب وإسكان وغيره ولم تتعامل معه أي من المؤسسات الحكومية أو المدنية على أنه مشروع لوزارة الداخلية فحسب بل تنظر له على أنه مشروع للدولة «كسلطات ومجتمع» فإننا نكون قد بدأنا نعمل تحت مظلة واحدة وهذا أهم ما في المبادرة أن تجمع الجهود وتجعل الجميع يسير ضمن ذات النهج.

تحدياتنا كبيرة وتهديداتنا خطيرة إنما لدينا إرث وتاريخ بحريني أصيل يشكل قاعدة وأساساً قوياً تنطلق منه هذه المبادرة، فلحمة نسيجنا الوطني وعودة الروح للهوية الوطنية وسماتنا الأصيلة ستمنح هذا الوطن حصانة ومناعة إن عملنا على تعزيزها بمثل هذه المبادرة.