ستظل الأرقام التي كشفتْ عنها معالي وزيرة الصحة فائقة الصالح فيما يخص الأمراض المزمنة وتحديداً مرض السرطان والسكري في مجلس النواب قبل أيام صادمة ومخيفة للغاية، وهي إن دلَّت على شيء فإنما تدل على حدوث إرباك واسع في طريقة معيشتنا المعاصرة وفي الأساليب المُتَّبعة في التغذية.

حتى نضع القارئ الكريم في الصورة الكاملة والمرعبة سنذكر بعض الأرقام التي أكدت عليها وزيرة الصحة في هذا الخصوص حينما كشفت عن وصول «عدد مرضى السرطان إلى 565 حالة خلال الأشهر التسعة الأولى من 2017. وقالت في رد على سؤال نيابي عن عدد الحالات المسجلة للمصابين بالأمراض المزمنة: «إن عدد المصابين بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية بلغ 16.695 حالة لكل منهما من بداية 2017 وحتى سبتمبر الماضي». موضحة أن «عدد مرضى أمراض الجهاز التنفسي وصل إلى 20.714 حالة منذ بداية 2017 وحتى سبتمبر الماضي». وبينت الوزيرة: «إن الأرقام الرسمية سجلت 682 حالة لمرضى السرطان في 2013 و746 حالة في 2014 و766 في 2015 و717 حالة في 2016». وقالت الوزيرة إن عدد المصابين بمرض السكري بلغ 29 ألفاً وحالتين في 2013 وتراجع إلى 19.320 حالة في 2014 ووصل إلى 17.742 حالة في 2015 مقابل 27.357 حالة في 2016. وبحسب رد الوزيرة فإن عدد مرضى القلب والأوعية الدموية المسجلين بلغ 40.957 في 2013 وتراجع إلى 32.431 حالة في 2014 وعاود الارتفاع إلى 33.677 حالة في 2016 ثم تراجع إلى 27.357 حالة في عام 2016. أما المسجلون في سجلات وزارة الصحة ويعانون من أمراض الجهاز التنفسي فبلغ عددهم في 13.070 في 2013 وارتفع إلى 17.231 حالة في 2014 وبلغ 23.200 حالة في 2015 ووصل إلى 26.364 حالة في 2015».

كل هذه الأرقام تعتبر بمثابة جرس إنذار لكل فرد ولكل أسرة في مملكة البحرين حتى ينتبهوا لطريقة عيشهم وأسلوب تغذيتهم، فمعظم أنماط التغذية لدينا تسير بطرق خطيرة وغير صحيحة، فنحن لا ندقق على نوعية الغذاء ولا الشراب الذي يسكن معدتنا ولا نتمنَّع عن تناول كل ما قد يضرنا من الأطعمة والأشربة المصنعة بشكل تجاري صرف، بل نحن ربما نشجِّع صغارنا على ما نشأنا عليه من أساليب خاطئة في ما يتعلق بالتغذية وعدم حرصنا على منعهم من تناول كل الأطعمة الخطيرة التي تحتوي على السكريات والدهون والألوان المصنَّعة وغيرها من الأطعمة المرعبة المُباعة في كل بقالاتنا الكبيرة والصغيرة والتي تتكدس فيها كل أنواع الأمراض المزمنة.

علينا أن نثقف أنفسنا وصغارنا في مجال التغذية السليمة وأن نمتنع عن تناول الأطعمة المسرطنة والتي تسبب تلفاً في أعضائنا الجسمانية، كما يجب على الجهات المختصة أن تضع مزيداً من القيود الصارمة على المواد الغذائية التي تدخل إلى منافذ الوطن وهي في الحقيقة لا تعدو كونها سوى سموم قاتلة لنا ولصغارنا. كما يجب أن تقوم وزارة الصحة وغيرها من الجهات المعنية برفع منسوب التوعية الجماهيرية والكشف عن مضار وخطورة ما يدخل في معدتنا من طعام وتجنب كل ما من شأنه أن يضر أبداننا، فالأرقام التي طرحتها الوزيرة يشيب منها الفؤاد، ولا يمكن الصمت حيالها.