أحمد عطا

أوقعت قرعة ربع نهائي دوري الأبطال طرفي نهائي النسخة الماضية يوفنتوس وريال مدريد في مواجهة نارية هي الثالثة بينهما في ظرف 4 سنوات.. الأولى انتهت بتفوق يوفنتوس في نصف نهائي نسخة 2015، والثانية انتهت بانتصار ريال مدريد وتتويجه بلقب نسخة 2017.

والآن بعد مضي 10 أشهر فقط على نهائي كارديف، نحاول في إكسترا سبورت المقارنة بين الحالة الفنية لكل فريق في ويلز والحالة الفنية الحالية التي سيخوض بها المواجهة الصعبة التي سيقام نصفها الأول في تورينو ونصفها الثاني في مدريد.



يوفنتوس خاض نهائي كارديف بتشكيلة مكونة من بوفون، بارزالي، بونوتشي، كيليني، أليكس ساندرو، بيانيتش، خضيرة، ألفيش، ديبالا، ماندزوكيتش وهيجواين.

لم تتغير التشكيلة كثيراً حيث رحل اثنان فقط من التشكيلة الأساسية وهما بونوتشي إلى صفوف ميلان، وداني ألفيش إلى صفوف باريس سان جيرمان، واستعاض الفريق عنهم بمهدي بنعطية ودوجلاس كوستا.

وفي ظل غياب بنعطية وميراليم بيانيتش عن مواجهة الذهاب لتراكم البطاقات، فإن الأقرب هو أن يستمر بارزالي في الملعب ولكن كقلب دفاع على أن يدخل دي شيليو للتشكيلة بعد عودته من الإصابة مؤخرًا، في حين تبدو الحيرة كبيرة في تغطية غياب ميراليم بيانيتش والأقرب سيكون بليز ماتويدي.

وربما يستغني أليجري عن خدمات ماندجوكيتش على أن يضيف لاعب وسط آخر أملًا رأب الصدع الذي قد يخلفه غياب متوسط الميدان البوسني.

يوفنتوس بشكل عام لم يتغير كثيراً على مستوى التشكيلة، لكن ربما اكتسب الفريق بعض الخصائص الجديدة التي لم يستخدمها كثيراً في الماضي وهي الهجوم من الأطراف، وهي الخصلة التي منحها دوجلاس كوستا للفريق مع انضمامه ومساهماته الكبيرة رفقة البيانكونيري هذا الموسم.

ورغم رحيل بونوتشي إلا أن الصلابة الدفاعية لاتزال مستمرة في صفوف بطل إيطاليا في الأعوام الستة الماضية فيما يستمر خط الوسط في كونه الأضعف من بين خطوط الفريق الثلاثة بعد أن فقد في السنوات الماضية أكثر من لاعب مهم في مقدمتهم بول بوجبا، أرتورو فيدال وأندريا بيرلو وعدم ضم لاعبين بنفس الجودة أو في خريف عطائهم كما هو الحال مع ماتويدي الذي صحيح أنه يقدم عطاءات جيدة لكنها ليست قريبة مما كان يقدمه رفقة باريس سان جيرمان.

ويبقى السؤال، هل يوفنتوس الحالي أفضل من يوفنتوس النسخة الماضية؟ باعتقادي أن يوفنتوس الحالي أكثر تنوعاً على مستوى الهجوم، لكنه ربما يكون أضعف قياساً للمستوى الحالي لبعض عناصره في مقدمتهم جيانلويجي بوفون لكن ليس بفارق كبير عن النسخة الماضية.

ننتقل إلى ريال مدريد الذي خاض نهائي التتويج الثاني عشر بتشكيلة مكونة من نافاس، كارباخال، فاران، راموس، مارسيلو، كاسيميرو، مودريتش، كروس، إيسكو، رونالدو وبنزيما.

لم تتغير التشكيلة كثيراً هي الأخرى لكن دخلت بعض العناصر الجديدة وإن كانت تلك العناصر ليست من سوق الانتقالات بل من دكة الفريق وهي لوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو بدلًا من إيسكو ومودريتش (الذي لم يستعد بعد جاهزيته البدنية) في حين لاتزال تدور شكوك حول من سيلعب من بين كاسميرو أو كوفاتشيتش على اعتبار أن طريقة 4/4/2 الحالية لم تعد تحتمل وجود مودريتش وكروس في الملعب معاً في المباريات الكبيرة.

هذا يجرنا إلى الفارق الكبير بين ريال مدريد الحالي وريال مدريد كارديف، فصحيح أن الطريقة رقمياً متماثلة، إلا أن الفريق تحول إلى 4/4/2 فلات (مسطحة) بدلاً من 4/4/2 دياموند (الماسة) وذلك بعدما وضح وأن إيسكو لم يعد الاختيار الأمثل للميرينجي في الموسم الحالي الذي تعثر فيه الفريق بشدة في نصفه الأول ثم بدأ في لملمة ما فاته في الشهرين الأخيرين.

عقل الـ4/4/2 تبدو في جناحيها فاسكيز وأسينسيو واللذان يتحولان كثيراً لعمق الملعب للمساهمة في صناعة اللعب وضرب المنافسين بالتمريرات البينية لبنزيما ورونالدو، وهي أمور كانت بعيدة كثيراً عن ريال مدريد في آخر موسم ونصف بعدما اكتفى زيدان بالعرضيات الفعالة في الموسم الماضي وغير الفعالة في الموسم الحالي.

أما على الصعيد الدفاعي فإن دفاع حامل لقب دوري الأبطال يعاني كثيراً هذا الموسم واستطاعت عدة فرق تسجيل 3 أهداف في مرماه آخرها جيرونا بينما بات هز شباكه في أغلب المباريات أمراً معتاداً.

ربما يكون التشابه الأكبر بين النسختين هو المستوى المتألق لكريستيانو رونالدو والذي يمر بحالة فنية رائعة هذه الأيام تشبه كثيرًا تلك التي أنهى الموسم الماضي عليها.

وإن سألنا عن يوفنتوس فسنكرر سؤالنا عن ريال مدريد وهل هو أضعف أم أقوى من النسخة الماضية؟ الإجابة برأينا أن ريال مدريد في الموسم الماضي كان أكثر تماسكاً وقوة ووصل إلى مرحلة فنية مبهرة رفقة زيدان بطريقة 4/4/2 دياموند التي كفلت له السيطرة على المنافسين وضربهم بقوة، فيما يبدو الموسم الحالي أقل شأناً رغم انصلاح الحال في الآونة الأخيرة لكن يظل الفريق بعيداً كل البعد عن المستوى الرائع الذي كان عليه في الموسم الماضي.