عندما يقول الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية «لن نترك أبناء البحرين أدوات هدم وتخريب في بلدهم بتوجيه ودعم من الخارج» فإن هذا يعني أنه رغم أن الدولة غير راضية عن سلوك هؤلاء إلا أنها لا تقبل التفريط بهم، فالبحرين لا تفرط في أبنائها، يؤكد هذا قوله «سوف نعزز التوعية والنصيحة لهم»، أما الوسيلة إلى ذلك فلخصها في قوله «يجب أن يعرفوا أن مصلحتهم في صلاحهم وفي التزامهم وتحمل مسؤوليتهم الوطنية في المشاركة والبناء، وكيف أن يقولوا «لا» لمخالفة القانون»، مستشهداً بسلوك من تأسف منهم وأبدى الندم بعدما وجد أن القانون له بالمرصاد، حيث الخيار الآخر – كما قال الوزير في كلمته في الحفل الذي أقيم بمناسبة يوم الشراكة المجتمعية الثلاثاء الماضي – هو مخالفة القانون وأن هذا خيار فاشل لا يخدم الشخص ولا عائلته ولا الوطن، معلناً بذلك عن مبادرة لتعزيز الانتماء الوطني، وهي الخطوة التي يمكن أن تفتح الطريق للتوصل إلى النهاية المنشودة لتلك المشكلة التي تم إقحام البحرين فيها عنوة «عن المبادرة قال إنه تم عرض فكرة تشكيل لجنة تعزيز الولاء الوطني وترسيخ قيم المواطنة على نخبة من الكفاءات الوطنية شاركوا المعنيين في الداخلية في إعدادها».

في كلمته وفر الوزير مجموعة من الحقائق التي لا بد من تأكيدها، أولها، أن الشراكة المجتمعية في البحرين أصبحت ممارسة وصورة من صور التلاحم البناء وأنها ليست شعاراً كما قد يعتقد البعض، معتبراً يوم الاحتفال بها يوماً من أيام الحصاد الوطني. ثانيها، أن الدولة نجحت في تحقيق الأمن العام في البلاد بالرغم من حجم التحديات التي تم التعامل معها، وثالثها، أن جهوداً كبيرة تبذل اليوم من أجل أن تكون في هذا البلد شرطة عصرية قادرة على مواكبة التحديات الأمنية التي طرأت على مسرح الجريمة، وأن هذا يعني أن البحرين تعمل على إضافة حاجزٍ أمني منيع إلى منظومتها الأمنية أمام التدخلات الخارجية، وهو حاجز الانتماء الوطني، وأن ما يزيد من التصميم على تنفيذ هذه المبادرة الوطنية هو حجم التضحيات التي بذلتها البحرين حتى تحقق استقرارها والجهود المخلصة وحجم التضحيات التي بذلها رجال الأمن من أجل ذلك الاستقرار.

من الحقائق التي وفرها الوزير أيضاً أن إيران مستمرة في تدخلاتها في شؤوننا الأمنية الداخلية وأنها مستمرة في عملها على تجنيد أبناء البحرين وتغيير مفاهيمهم الوطنية وتدريبهم على ارتكاب الأعمال الإرهابية واستخدام الأسلحة والمتفجرات، وكذلك ظهور التعاون بين الحرس الثوري الإيراني وقطر، وأنه يزيد من هذا ما تشهده المنطقة من ظواهر التطرف والإرهاب. ومن الحقائق أيضاً أن البحرين مثلما واجهت التحديات الأمنية فإنها عازمة على رص النسيج الاجتماعي ولهذا فإن العمل جار بإخلاص على تعزيز الروح الوطنية، فالدولة المتماسكة اجتماعياً تكون عصية على من يريد العبث بأمنها، والإرادة الوطنية المخلصة تعلو وتقوى على الأطماع الخارجية لأنها تمثل إرادة الحق ، والحق يعلو ولا يعلى عليه.

مهم أيضاً هنا التنويه بما قاله الوزير عن تصويت شعب البحرين لعروبة البحرين بقيادة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد رحمه الله أمام لجنة تقصي الحقائق في عام 1970 وذلك رداً على مطالبات شاه إيران، وعن البحرين التي صوتت بنعم للميثاق بنسبة 98.4 % بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وعن البحرين التي تغلبت على الفوضى والتزمت بالنظام في عام 2011 وعن البحرين التي انتخبت نوابها بعد انسحاب من أرادوا أن يعطلوا حياتنا الديمقراطية. وكل هذا يبشر بنجاح مبادرة تعزيز الانتماء الوطني ورص الصفوف.