ما أنكره النظام القطري بالأمس أكده اليوم على الملأ عندما أصدرت الحكومة القطرية قائمة الإرهاب لمواطنيها القطريين من أشخاص وكيانات عديدة، فإقرار الحكومة القطرية بوجود خلايا إرهابية من مواطنيها وعلى أراضيها والكشف عنهم في هذا الوقت دليل على سكوتها الطويل على الإرهاب برغم علمها ومعرفتها بهم، فليس من المعقول أن حكومة قطر التي تمارس القمع على الشعب القطري، وتمنعه من الحرية، في أبسط الممارسات الديمقراطية، وتخصص ميزانية ضخمة على أجهزتها الاستخبارية تغفل عن مواطن الإرهاب في أراضيها أو تغفل عن عناصر التطرف التي تصدر إليها من الخارج، فلماذا تلعب الحكومة القطرية على الحبلين أمام العالم؟ وما هذه الازدواجية التي تمارسها في التعاطي مع ملف في غاية الأهمية والخطورة؟ بالأمس مارس النظام القطري الضغط والتهميش على القبائل القطرية التي ترفض إرهاب الحمدين، واليوم تعد الحكومة القطرية قائمة طويلة لبعض العوائل الكبيرة في قطر على أنها قائمة إرهابية من دون أن تضمن الحمدين في هذه القائمة وهما أساس هذا الإرهاب، وهذا بالتأكيد يدعو إلى التشكيك بشأن القائمة الإرهابية تلك ما دامت لا تضم جميع الإرهابيين في قطر وأخطرهم، فهل هذه القائمة تصفية حساب لبعض العوائل القطرية أم هي القائمة الأولى والبقية تأتي؟ وأين أهم الجواكر الذين لعبوا دوراً مهماً وواضحاً في المنظومة الإرهابية القطرية، ومتى ستعلن عنهم؟ وكيف سيلعبها النظام القطري في الأيام المقبلة لتلميع ساحته أمام العالم؟

مقاطعة الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر لم تأتِ من فراغ وإنما بناء على ما تمتلك هذه الدول من أدلة واضحة وملموسة عن تورط النظام القطري مع الإرهاب، فالمطالب الـ13 لا تحتمل إلا التنفيذ والمبادرة الفورية وإبداء حسن النوايا لخطورة ما يقوم به نظام الحمدين من إيواء ودعم وتمويل العناصر الإرهابية والمتطرفة التي ألحقت بالمنطقة الفوضى لممارسات إرهابية مدعومة لشل دولنا والرضوخ تحت وطأة الإرهاب ومن يدعمه.

بعد القائمة الإرهابية التي أصدرتها الحكومة القطرية يجب على أصحاب العقول الحرة أن يربطوا ويقارنوا بين الحقائق الملموسة اليوم في الساحة وبين المطالب الـ13 للدول الأربع، على هذه العقول أن يكون لها دور فيما يبثه الإعلام القطري من تشويش للشعب القطري، فمن يتابع التقارير التلفزيونية التي تعدها قناة الجزيرة يلتمس العدوانية المطلقة للمملكة العربية السعودية، فما انفكت هذه القناة عن متابعة بعين من حقد لمساعي المملكة ومساعي ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لنشر السلام في المنطقة، حتى بدأت في بث رسائل خبيثة عن زيارة الأمير للولايات المتحدة، ومن يتابع أيضاً التطورات في اليمن يتأكد بأن ميليشيات الحوثي ما هم إلا عناصر يحركها الإرهاب الإيراني القطري وإلا بماذا تفسر هذه الصواريخ الإيرانية على مدينة الرياض؟ وكيف تفسر فرحة الإعلام القطري على ما يقوم به الحوثي من تطاول صريح على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية؟ أيضاً بماذا يفسر التحرش المستمر من قبل الطائرات الحربية القطرية للطائرات الإماراتية المدنية؟ وألا يدعو ذلك للقلق؟ وهل ترضى هذه العقول الحرة بأن يجر النظام القطري شعبه إلى حروب دموية فيما لو تعرضت هذه الطائرات المدنية إلى قذيفة قطرية؟ نحن لا نخاطب الأشرار والإرهابيين والمتطرفين للعدول عن مشهد قد لا يحمد عقباه، فعقولهم وصلت لمرحلة التدمير ولا ينظرون إلا إلى الاستمرار في المخطط الذي أمامهم، نحن نخاطب العقول الحرة التي تشاهد وتترقب فهي عقول تستطيع أن تقف كالسد المنيع على التطاول المعلن بحق سيادة دولنا الخليجية والعربية ومنها سيادة قطر قبل أن تدنسها أيادي الإرهاب، وإلا ستطالهم القائمة الإرهابية القطرية القادمة، فمن عليه الدور يا ترى؟