لدى لقائه في قصر الصخير الأحد الماضي المهنئين من أهالي المحافظة الجنوبية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى رسالة قوية إلى كل الذين يريدون السوء بهذا الوطن، من أفراد ومنظمات ودول، ملخصها أن «البحرين ستواصل مسيرتها في البناء والتطوير مستندة على إرثها الحضاري العريق وتطلعات أبنائها لمستقبل مشرق وتكاتفهم لتحقيق النجاح المنشود للنهضة الوطنية الشاملة» ومبيناً جلالته أن المخلصين من أبناء هذا الوطن «يتعاونون من أجل رفعته وتحقيق ازدهاره».

في السياق نفسه أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لدى استقبال سموه عدداً من أفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين أن «جميع الجهود التي تقوم بها الحكومة غايتها هو الوصول بالوطن إلى مراتب أعلى في مجال التنمية بمختلف أبعادها»، وشدد على أن «غاية ما يشغل سموه هو العمل من أجل خير الوطن ومستقبل المواطنين». وهذه أيضاً رسالة قوية إلى مريدي السوء الذين يسعون إلى الإساءة إلى هذا الوطن ورجاله المخلصين، مستغلين ما تشهده المنطقة حولنا من تطورات تطال أمنها واستقرارها، منبهاً سموه إلى أن هذه الأحوال تتطلب من دول المنطقة وشعوبها أن تكون أكثر وعياً بأهمية الحفاظ على وحدتها الوطنية وأمنها واستقرارها.

الرسالة الأخرى التي حرص حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على توجيهها إلى الداخل والخارج هي أن البحرين حريصة على ألا يكون التركيز على الأمن على حساب التنمية وأن القيادة تعمل على أن يسير الاهتمام بالأمن والتنمية في خط متوازٍ لأن في ذلك مصلحة الشعب ورخاءه ولأنه أسلوب يضمن عيشه في بيئة مستقرة، وهو الغاية التي تسعى إليه وتبذل كل الجهود من أجل تحقيقها.

تحديات كثيرة تواجهها البحرين اليوم يتصدرها ما يسعى إليه مريدو السوء الذين لايزالون دون القدرة على استيعاب المشهد وإدراك أنهم ليسوا سوى أدوات يتم استغلالها ليضربوا بها «وطنهم» الذي باعوه من أجل شعارات لا مكان لها من الإعراب، ولهذا فإنهم بدل أن يساهموا في نهضته وتطوير حياة المواطنين يتعاونون على الإثم والعدوان ويعمدون إلى الإساءة إليه والاستجابة إلى كل من يتفق معهم في هذا التوجه، وهو ما يبدو جلياً في الفضائيات «السوسة» التي توظف كل إمكاناتها وعلى مدار الساعة لتحقيق هذه الغاية.

لم يتمكنوا من البحرين ولن يتمكنوا منها، فالبحرين تحظى بقيادة واعية وحكيمة وفيها رجال أشداء يفدونها بأرواحهم، ومواطنوها يتعاونون مع قيادتها ويعملون بكل جد وإخلاص على تحقيق النهضة المنشودة، ولهذا فإن مسيرة النهضة لم تتوقف في السنوات التي أريد لها أن تكون عجافاً ولا يمكن أن تتوقف وهي تحظى بهذه القيادة، وقوامها شعب يفديها بروحه ويرخص من أجلها كل غالٍ ونفيس.

إن بلاداً تستند إلى إرث حضاري عريق وشعبها يتطلع إلى مستقبل مشرق ويعمل بجد واجتهاد من أجل بلوغ النهضة المنشودة لا يمكن أن يؤثر فيها ما يفعله مريدو السوء أياً كان، وإن بلاداً يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعضيداه هما صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد لا يمكن أن تتعثر بسبب ما يقوم به أولئك ومن يقف من ورائهم يدعمهم ويمولهم ويستغلهم، لهذا فإنها مستمرة في عملية البناء والنهضة رغم كل التطورات التي تشهدها المنطقة ورغم كل الظروف السالبة التي تتطلب التركيز على الأمن.

لن يتمكنوا من البحرين وهكذا هو شعبها، ولن يتمكنوا منها وآل خليفة قادتها. هكذا هي البحرين دائماً وأبداً.