تغريدة مفتي قطر يوسف القرضاوي على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، التي قال فيها إن «هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه، الله غني عن العباد وإنما فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم»، أثارت سخط الرأي العام العربي والإسلامي، وما تبطنه التغريدة من معانٍ عديدة، بل قد يستدل بها البعض من أن ركناً هاماً وهو حج البيت -لمن استطاع إليه سبيلاً- على أنه ركن اختياري، برغم علم المسلم ويقينه بأن فريضة الحج تسقط فقط عندما تكون الاستطاعة في أداء الحج صعبة جداً، وذلك في حالتي المرض الشديد والفقر، الذي يعجز فيه المسلم أن يوفر نفقات رحلة الحج، أما أن تكون هذه التغريدة شبه إيحاء عن عدم حاجة الشعب القطري لأداء فريضة الحج من باب المواساة لهم، بعد أن منعت الحكومة القطرية شعبها من الحج، فإن ذلك لا يجوز أبداً، لأن الشعب القطري يقدر على تأدية فريضة الحج، فلله الحمد، الشعب يتمتع بمزايا عديدة تتمناها بعض الشعوب من أجل إرضاء الله، وقبوله في تأدية فرض من الفرائض الواجبة، فبجانب المال والصحة هناك القرب الجغرافي بين الدوحة والأماكن المقدسة -الحرمين الشريفين- وسهولة الوصول إليهما، أما فيما يتعلق بأن «الله عز وجل ليس بحاجة إلى حج الناس للبيت الحرام»، فسبحانه بالفعل غني عن كل العبادات ومنها الحج، وغني عن كل من يتكبر ويتعالى على الله، برغم استطاعته وقدرته على الامتثال لأمره سبحانه وتعالى، المنزه عن عباد يتعبدون بعبادات تشوبها الشكوك أو الغرور.

من باب أولى على مفتي قطر أن يغرد بتغريدة واضحة مع بداية موسم الحج بأنه «لا طاعة لمخلوق في معصية الله.. وفروا إلى الله» على أن تكون دعوة خالصة لله للشعب القطري ونصيحة لا يشوبها النفاق للنظام القطري من دون الحاجة إلى تسييس الدين أو التحايل عليه، وليعتبر المفتي تغريدة الحق إنما هي جهاد من نوع آخر وهجرة إلى الله عز وجل، وعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى عباداتنا لكننا نحتاج نحن بأن يرى الله إيماننا به وتمسكنا بكل ركن من أركان الإسلام ونصر على ذلك «لعل وعسى» أن يتقبل الله سبحانه طاعتنا وعبادتنا المخلصة له.

الشعب القطري في امتحان صعب جداً، كان الله في عونهم، بعدما رفضت الحكومة القطرية التجاوب مع المعنيين في شؤون الحج بالمملكة العربية السعودية، وليت الحكومة القطرية تعاطفت مع الشعب القطري من باب الإنسانية والدين والعبادات واتخذت من مملكة البحرين نموذجاً واضحاً عندما تعاطفت البحرين مع الأسر القطرية وسمحت لهم بتأشيرات دخول المملكة من جانب إنساني بعيداً عن السياسة والعناد والكبر والغرور على الله عز وجل.