لطالما كانت مصر العمق العربي الحقيقي للبحرين والخليج. يشهد بذلك التاريخ والجغرافيا ومواقف الدولتين على مر الأحداث.

تقول الدروس إن الرجال يعرفون في المواقف الصعبة، وهذا يصح أيضاً في مواقف الدول والشعوب. فلن ينسى البحرينيون أن مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال البحرين. ولن ينسى المصريون أن البحرين وقفت دائماً إلى جانب خيارات الشعب المصري منذ ثورة يوليو 1952 إلى أحداث 2011 وما تلاها.

في 2011 عندما عصفت بالمنطقة كلها العواصف، كانت حبال متينة من العلاقات التاريخية تشد السفن في أماكن استقرارها، فغلبت التيار وعبرت بشعوبها إلى إحباط كل مسعى خبيث وإفشال كل مؤامرة.

كانت البحرين تؤمن دائماً أن انفراج الأزمات لا يكون إلا بتكاتف العرب والتفافهم حول مصر ودعمها. وكان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله، يقول دائماً "قوة مصر سند للعرب" في أوقات عصيبة سعى فيها الشقيق إلى إسقاط مصر والرقص على جراحها.

وحين كانت المنطقة تواجه تدخلات خارجية شرسة وأطماعاً إيرانية وخروجاً قطرياً عن الصف العربي، كانت علاقة البحرين ومصر تزداد تعبيراً عن نفسها في صورة حفرت في الصخر درساً لأجيال قادمة.

لا غنى للعروبة عن مصر، فكلنا مصريو الهوى إن ألمت بالكنانة لامة. وكل العواصم "قاهرة" إن تعرضت عاصمة العروبة لما يعكر استقرارها.

وقد تبدى ذلك فعلاً لا قولاً بمواقف ملكنا المفدى وزياراته التاريخية لمصر، وتبدت الأخوة في أبهى صورها حين قال فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن أمن البحرين من أمن مصر.

اليوم تستبشر البحرين كلها بزيارة فخامة الرئيس السيسي، ويدعو أهلها لمصر بالأمن والازدهار. ويعبر البحرينيون عن اعتزازهم بحلف عربي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر العروبة ومملكة البحرين في مواجهة من أرادوا بالدول انهياراً وبالشعوب تشريداً. وأثبت هذا الحلف المتين أنه الكفة الراجحة في المنطقة فيما يعض آخرون أصابع الحسرة بعد فشل مشروعاتهم وتدخلاتهم.

حللت يا فخامة الرئيس عزيزاً في بلدك كريماً بين أهلك وعاشت مصر دائماً وأبداً رغم مكر الأعداء.