* واشنطن: المعاهدة الصاروخية النووية مع طهران بشروط

واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)

أعلن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران بريان هوك أن "الولايات المتحدة تسعى إلى صفقة مع إيران تشمل الصواريخ الباليستية والبرامج النووية قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع المقبل"، قبل أن يؤكد على أن "واشنطن ستشدد من عقوباتها على إيران، لمنعها من الحصول على الإيرادات التي تحتاجها لتمويل الإرهاب"، واصفا إياها بـ"أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم".



واعتبر المبعوث برايان هوك في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن نظام العقوبات الذي أعادت واشنطن فرضه على إيران قبل أشهر، ويمتد في نوفمبر المقبل إلى قطاعي النفط والمصارف، "يشجع على استقرار المنطقة".

وأوضح "ما وضعناه نظام عقوبات مصمم لمنع إيران من الإيرادات التي تحتاجها لتمويل الإرهاب في الخليج العربي وفي أجزاء أخرى من الشرق الأوسط. نحن عازمون على تقوية نظام العقوبات حتى نشجع السلام والاستقرار في المنطقة".

وتابع هوك "عقوباتنا ستبدأ في نوفمبر وستكون أقوى عقوبات نفرضها وتستهدف قطاعي الطاقة والمصارف. هدفنا أن تصل إيرادات إيران من النفط إلى ما يقترب من الصفر".

وحذر المبعوث الأمريكي من الاستثمار في إيران، واصفا اقتصادها بـ"الأسود الشهير بغسيل الأموال".

وقال "الحرس الثوري يسيطر على نصف الاقتصاد الإيراني. هذا يمثل مشكلة لمن يريد الاستثمار في إيران. حينما تستثمرون هناك لا تعرفون ما إذا كنتم تدعمون التجارة أم الإرهاب".

واعتبر هوك في حديثه مع سكاي نيوز عربية، أن "الخطأ الكبير من الإدارة الأميركية السابقة هو أنها خصصت الاتفاق مع إيران فقط للبرنامج النووي"، مضيفا: "لكننا نعلم أنها تمثل خطرا وتهديدا للعديد من دول الشرق الأوسط".

وتابع "إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم. تنفق مليارات الدولارات لتمويل ميليشياتها في سوريا والعراق واليمن. لقد كانوا يصدرون وينشرون الصواريخ إلى اليمن ثم تطلق على السعودية وهذا يجب أن يتوقف".

كما رد الدبلوماسي الأمريكي على تصريحات لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قال فيها إن "الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسعى للتفاوض على معاهدة جديدة مع طهران في الوقت الذي انتهكت فيه التزاماتها بالانسحاب من الاتفاق النووي" الذي أبرم عام 2015.

وكان ظريف يشير إلى حديث هوك، الأربعاء، عندما قال إن الولايات المتحدة تسعى للتفاوض على "معاهدة" مع إيران، ستشمل برنامجها للصواريخ الباليستية وبرنامجها النووي.

لكن هوك أشار في معرض حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى شرط أمريكي قبل الحديث عن المعاهدة المذكورة.

وقال "على إيران أن تغير سلوكها وتصبح دولة طبيعية وتوقف تصدير ثورتها. إذا غيرت سلوكها سنكون سعداء جدا بالجلوس معهم للحديث عن علاقة جديدة".

وفي وقت سابق، ورغم اقتراب ساعة الصفر للعقوبات التي تنوي واشنطن فرضها على قطاع النفط الإيراني، تسعى الولايات المتحدة للتفاوض على "معاهدة" مع إيران، ستشمل برنامجها للصواريخ الباليستية وبرنامجها النووي، حسبما قال المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران.

وكشف هوك، عن نوايا واشنطن الجديدة، قبل اجتماعات للأمم المتحدة في نيويورك مقررة الأسبوع المقبل.

وأوضح هوك أمام الحضور في معهد هدسون، "الاتفاق الجديد الذي نأمل أن نبرمه مع إيران لن يكون اتفاقا شخصيا بين حكومتين مثل الاتفاق الأخير. نحن نسعى لإبرام معاهدة".

وذكر أن قادة إيران ليسوا مهتمين بإجراء محادثات، رغم تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو عن استعدادهما للاجتماع مع مسؤولين إيرانيين.

وأعلن ترامب في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العالمية الست، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، كما توعد ترامب بمزيد من العقوبات.

وكانت الصفقة التي أبرمت عام 2015 اتفاقا تنفيذيا لم يصدق عليه مجلس الشيوخ الأميركي، لكن إبرام أي معاهدة سيستلزم موافقة المجلس.

ويقول معارضو الاتفاق النووي إن فشل أوباما في الحصول على مصادقة على الاتفاق سمح لترامب بالانسحاب منه من طرف واحد في مايو.

وقال هوك "لم يحصلوا على الأصوات في مجلس الشيوخ الأمريكي، لكنهم وجدوا الأصوات في مجلس الأمن الدولي. هذا غير كاف في نظام حكمنا إذا كنت تريد شيئاً مستداماً وتتوافر له مقومات البقاء".

ولم يتطرق لتفاصيل بشأن الكيفية التي ستتفاوض بها الإدارة، حسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

وسيرأس ترامب جلسة بشأن إيران خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

وفي يوليو الماضي، قال الرئيس الأمريكي إنه مستعد للاجتماع مع قادة إيران "في أي وقت يريدونه"، الأمر الذي أثار تكهنات بأن ذلك قد يحدث خلال اجتماعات الجمعية العامة الأسبوع المقبل.

وقال هوك "لمح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى أنهم غير مهتمين بإجراء محادثات. نحترم ذلك لكن هذا لا يغير خططنا. هناك نظام عقوبات سيطبق وإجراءات أشد في الطريق".

وقال إن "الإدارة توسع نطاق مساعيها الدبلوماسية لضمان أن تقترب عمليات شراء النفط الإيراني "من الصفر" بحلول الرابع من نوفمبر، عندما ستعاود واشنطن فرض العقوبات النفطية على طهران".

وأعلن ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران.

وفي أغسطس الماضي، أعاد ترامب فرض العقوبات التي تم رفعها كشرط للصفقة النووية لعام 2015.

وقال ترامب في بيان "مع استمرارنا في تطبيق أقصى ضغط اقتصادي على النظام الإيراني، مازلت منفتحاً للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولية يتناول المجموعة الكاملة من الأنشطة الخبيثة للنظام، بما في ذلك برنامج الصواريخ الباليستية ودعمه للإرهاب". وأضاف "بعد إعادة فرض العقوبات، ترحب الولايات المتحدة بشراكة الدول بشكل مباشر ووفق شروطنا، ونحن نقوم بجهود في هذا الشأن".