تحدثنا قبل يومين عن رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية بانخراط الشباب في التمثيل النيابي والبلدي ونجاحهم بقوة في مشوار العمل الوطني لضمان أصواتهم ومقاعدهم في المستقبل، وأن الشباب هم رهان هذا المجتمع.

ولأن صوت سموه كان عالياً وصريحاً للغاية فإننا اليوم نستعرض أهم ما قاله في «قمة الشباب 2018» حين وضع إصبعه -كما ذكرنا من قبل- على الجرح لمعالجته، فبداية أي حل لأية مشكلة هو تشخيصها وتناولها بكل جرأة وصراحة وهذا ما فعله سمو الشيخ ناصر بن حمد.

تحدث سموه عن أهمية فتح المجالس في وجوه المواطنين، وضرب مثلاً حياً بمجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وفتحه لكل المواطنين. بل طلب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أن يفتح كل المسؤولين أبوابهم لكل مواطن يود أن يوصل صوته لهم، ولا عذر لأي مسؤول يغلق بابه في وجوه المواطنين.

وتحدث سموه من جهة أخرى عن تأخير إصدار السجلات للتجار المحليين والأجانب وتأثير ذلك على مسار الاقتصاد المحلي وعلى سمعة البحرين في هذا المجال، داعياً المسؤولين عن هذا الأمر أن يسارعوا في إنجاز معاملات طالبي السجلات الجديدة وتسهيلها لكل المنظمات العالمية غير الربحية. لم يكتف سموه في طرح هذا الأمر وكفى، بل أكد أنه عانى وتضرر بصورة شخصية حين أراد تأسيس سجل تجاري.

من جهة ثالثة، انتقد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة طبيعة العملية التعليمية في البحرين، داعياً لإعادة النظر في الكثير من مخرجاتها وتبني نظريات تعليمية متطورة كما هو الحال في «فنلندا» حتى يتسق هذا التطور ورؤية 2030، وكذلك لينسجم التعليم مع السياق العام لمدارس المستقبل في مملكة البحرين.

وأخيراً وعبر مصارحة لطيفة أشار سموه إلى أن فكرة «فريق البحرين» ليس مجرد صورة جماعية نلتقطها لنبرز المسؤول مع موظفيه فقط، بل يجب أن نستوعب بأن «فريق البحرين» هو عمل جماعي يشارك فيه كل موظف حكومي جنباً إلى جنب مع الحكومة وبقية منظمات المجتمع لإنجاز العمل في الوقت المحدد وبالسرعة المطلوبة.

هذه أهم الإضاءات والمكاشفات التي أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كمبادرات شخصية منه لكل القطاعات الحكومية لإنجاز سريع وفاعل ومنتج. من وجهة نظر سموه فإنه لن ينفع الدولة أي أسلوب مراوغ للبناء غير أسلوب «المصارحة» المباشرة كأسلوب ساحر وفاعل للتغيير نحو الأفضل، فلا المجاملات ولا الالتفاف حول الأخطاء تناسب برنامج وخطط سموه، ولهذا يجب على كل المسؤولين العمل بتوجيهاته لتحقيق الرؤية المطلوبة في برنامج وتطلعات وعمل الحكومة لمستقبل أزهى وأفضل. أما أي أسلوب غير أسلوب المصارحة لأجل البناء فلن يجدي نفعاً.