كبحريني مخلص لتراب بلادي، محب لقيادتي، يملأني الفخر والاعتزاز دائماً حين أستمع لكلمات جلالة الملك حمد حفظه الله، والتي يلقيها في المحافل المحلية والإقليمية والدولية المختلفة، فرمزي الأول دائماً يبهر المستمع بحنكته وحصافته وشهامته وإنسانيته.

لكن أولاً، يجب أن نرفع لمقام جلالتكم السامي ملكنا العزيز، أبلغ كلمات التعزية والمواساة بفقدانكم وفقدان مملكة البحرين شقيقتكم الغالية، سمو الشيخة نورة بنت عيسى بن سلمان رحمها الله، الشيخة ذات الأيادي البيضاء، كافلة الأيتام، والساعية في عمل الخير ومحبة الناس. فقدانها آلمنا كما آلم جلالتكم، فلكم الصبر والسلوان، ومنكم نتعلم الجلد والصبر والقوة.

ثانياً، كلمة جلالة الملك حمد بالأمس في افتتاح الفصل التشريعي الخامس للبرلمان البحريني بغرفتيه، عنوانها الرئيس لابد وأن يكون معنياً بـ«أصالة وشهامة الملك حمد».

ملكنا بسبب خصاله الرائعة، وقيادته المستنيرة، ورجولته البارزة، كلمات الإشادة والثناء والمديح بحقه، لا توفيه إطلاقاً قدره، فقدر هذا القائد الذي غير «خارطة البحرين» السياسية والاجتماعية والاقتصادية عالٍ جداً، مهما كتبنا فلن نوفي حق «الشجاعة» التي تمثلت فيه وهو يطرح مشروعه الإصلاحي بكل جرأة قبل قرابة عقدين من الزمان.

الأصالة والشهامة تتجلى في حمد بن عيسى عبر عدة محطات تضمنتها كلمته، فهو بداية على خط ونهج والده الراحل الكبير أمير القلوب الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، في بدايات كلامه، للشعب الكريم المخلص المطلع في الحديث، عبر الشكر والتقدير من رأس الهرم، وضمن طيات الكلام، كل التوجيه بشأن التطوير والعمل يكون لأجل هذا الشعب الكريم، وفي ختام الكلام، أمنيات ودعوات القائد حمد، هي لشعبه الكريم.

جلالته قدر شعبه، وشكرهم على تمسكهم بحقهم الدستوري بشأن التصويت في الانتخابات، وتأديتهم الواجب لهذه البلد الطيبة التي تستحق الكثير، وخص بالذكر كبار السن الذين لم تعجزهم صحتهم ولا إعاقاتهم عن الحرص على ممارسة حقهم، وكانت لفتة بالغة الروعة بأن شرف جلالته الافتتاح بدعوة مجموعة من كبار السن وتقديمهم في الجلوس. هذه المواقف لا تصدر إلا عن شهم أصيل مثل الملك حمد بن عيسى.

خطاب تقدير وامتنان، مضامين كلمة الملك حمد، فيها قدر الكل بحسب موقعه، عم عزيز خبير محنك في القيادة والبناء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله، ابن أمين عضيد وصانع للتطوير والإنجاز الأمير سلمان بن حمد حفظه الله، مواطنون مخلصون، ومسؤولون ينتظر منهم عمل مستمر منتج، وامرأة بحرينية باتت شريكاً قوياً ومنافساً للرجل في بناء وتعمير هذه الأرض، وشباباً أكد لهم جلالته أنهم عماد هذا البلد ومستقبله، وأنهم صناع المجد والإنجازات في «عام الذهب»، الشعار الذي أطلقه سمو الشيخ ناصر بن حمد، وأوفى به أولاً بنفسه عبر إنجازاته وبطولاته، وقاد الشباب لتحقيق مئات الميداليات الذهبية وغيرها من فضيات وبرونزيات، ليثبتوا أن البحرين حين تكون في الروح والدم، فإن شبابها لن يوقفهم شيء عن تحقيق الإنجاز، ورفع علمها الطاهر الغالي عالياً في المحافل.

جلالة الملك، كلماتك التي تضمنت التقدير للجميع، وكلماتك التي رسمت بها خارطة طريق واعدة، وتفاؤلك بالمستقبل، كلها صدرت من قلب رجل يعشق البحرين، رجل البحرين روحه وحياته، برغم ألمه بفقدان أقرب وأعز الناس لقلبه، إلا أنه هو الذي علمنا كيف نتخطى الصعاب، وكيف نقلب الألم إلى أمل، وكيف يرخص كل شيء لأجل هذا الوطن، عبر التضحيات والعمل والجهد.

حفظ الله البحرين بحمد بن عيسى، وجعل حب شعبه له راسخاً ثابتاً في قلوبهم وعقولهم.