* أزكي باقات التهنئة المعطرة نهديها إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى الأسرة المالكة وشعب البحرين الحبيب، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لمملكة البحرين الحبيبة، والذكرى التاسعة عشرة لتولي جلالة الملك مقاليد الحكم، داعين المولى عز وجل أن يحفظ مملكتنا الحبيبة من كل شر وسوء، وأن يعيد علينا مثل هذه المناسبات الجميلة وبلادنا في أزهى حلة.

* هنيئاً للوطن نجاح العرس الديمقراطي، وهنيئاً للمرأة البحرينية فوزها برئاسة البرلمان.. ألف مبارك لمعالي الأخت فوزية زينل فوزها بمنصب رئاسة المجلس النيابي، لتكون بذلك أول بحرينية في تاريخ البحرين تتربع على كرسي رئاسة السلطة التشريعية. وفقها الله إلى كل خير ووفق بقية النواب لخير الوطن والمواطنين.

* كتبتها من قبل.. وأعيد كتابتها في هذا المناسبة الوطنية الجميلة.. إن الرابح على أرض الوطن من فتح ذراعيه واسعاً ليحتضن الجميع.. فليس الوطن حكراً على أحد.. فهو وطن الجميع يحتضن كل توجهاته من أجل تحقيق الغاية المنشودة في رفعته وازدهاره والمحافظة على أمنه واستقراره.. هي أخوة الدين الحقيقية التي لا يعرف مغازها إلا من استقرت نفسه على شواطئ الخيرية ومكارم الأخلاق.. إنها أخوة لا تعتد بفردية الجهود، ولا بالتوجهات الفئوية، ولا تركن إلى تحقيق المآرب الشخصية، بل هي أخوة همها الأول أن تجمع القلوب على كلمة سواء، وتضع يدها في يد الجميع لتحقيق أهداف الخيرية والوطنية من أجل الإبقاء على اسم الوطن عالياً، ثم تراها تتكافل في أوقات المحن والشدائد من أجل أن تحافظ على اللحمة الوطنية فتتحدث باسم الوطن وحبه والولاء لأرضه وحب قيادته.. أحب الكيان الأخوي فهو من يمدني بحقنة العطاء ويرسم على الوجوه ابتسامة مشرقة تحتضن فيها كل المحبين.. ذلك الكيان الحاني الذي لا يغرس خنجر الغدر في خاصرة المحبين.. وعندما تكون نظرتنا ضيقة للأمور وحكمنا يقتصر على ما نريده فقط.. فإن القافلة سوف تتعطل في مسارها، وتخدش ومضات المحبة.. لنعمل سوياً للمحافظة على رونق بساط الوطن.. ولنجتمع معاً على الخير في كل ميدان.

* تضطر أن تصمت أحياناً في بعض مواقف الحياة وإن كنت محقاً فيما تدعو إليه، ليس خوفاً أو تهرباً بقدر ما هو محافظة على العلاقات التي تجمعك بالآخرين، والمحافظة على سمتك العام الذي انطبعت ملامحه في كل مواقف حياتك.. في المقابل بإمكانك أن ترسل إشارة واحدة فقط تغنيك عن كل شيء من أجل أن تنبه غيرك بأنك لست بمغفل أبداً.. وحتى يعرف من أنت بالتحديد ويفهم وعورة الطريق بشكل سليم.

* ما يبقى للإنسان بعد رحيله إلا الأثر الطيب الذي يتركه عاجلاً أم آجلاً.. هذه هي بصمة الخير التي تركتها سمو الشيخة نورة بنت عيسى بن سلمان آل خليفة التي انتقلت إلى جوار ربها، بعد عمر قضته في خدمة ورعاية وكفالة الأيتام، فكانت تسمى «بأم الأيتام»، وقد كانت تتواصل مع المؤسسة الخيرية الملكية من أجل رعاية الأيتام الذين تقوم على شؤونهم. رحمها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته، وجزاها خير الجزاء على ما قدمت في أعمال الخير والمشي في حاجة المحتاجين وبخاصة الأيتام منهم.

* لا أفهم أبداً ذلك المرض العضال الذي أصيب به البعض، حتى أضحت حياته مملوءة بصور التشاؤم!! أولئك المتشائمين الذين اعتادوا الاصطياد في الماء العكر، والتذمر من كل ما حولهم، والتلفظ بكلمات تشاؤمية وعبارات استفزازية..!! لا أجد ما يبرر أن نعيش دائما بأسلوب التهديد والزجر والصراخ والعويل بسبب أو بدون سبب أو لحاجة في نفس يعقوب.. نحتاج أن نعطر حياتنا بطيب الحب وبلسم العاطفة الجياشة ونعيش تحت ظلال التفاؤل والبشر والسعادة والابتسامة ونشر الخير.. فلا فائدة مرجوة من تقطيب الجبين، ونكران الجميل، والتأفف والضير من أوضاع العيش.. عش بسلام داخلي مع نفسك أولاً ثم مع الآخرين، وانزع من نفسك تلك الأوهام المريضة التي لازمتك ردحاً من الزمن، ولا تكن إمعة بين الناس، وادفن تلك النداءات الخفية الحاسدة التي تلازمك كلما تحققت أمامك أحلام الآخرين وآمالهم وحدث ما لم تتوقعه وتحصل عليه.. ادفن أي إغراءات للشيطان الذي يتربص الناس في حياتهم.. وتشبث بأولئك الذين ينظرون للحياة بنظرات الجمال الخلابة.. فكلما رأوك في محفل نجاح سعدوا بك وأحبوا لك الخير كما يحبونه لنفوسهم، ثم هللوا واستبشروا وجاؤوا من بعيد يحتفلون بفرحك ويعانقوا مشاعرك.. ليس بأيدينا أن نشتري الحياة بما نحب.. وليس بأيدينا أن نصنع المجتمع المثالي الذي نحب أن يكون فلا نملك اليد السحرية التي تحقق لنا كل مطالب العيش، بل بأيدينا أن نعطر حياتنا بالحب والسلام والسعادة والاستمتاع بساعات الحياة المعدودة في طاعة الله..

* لا تلتفت إلى الآخرين ولا تطلب أي مقابل تجاه أي عمل تقوم به، ولا تزعج نفسك وتضطرب أوصال مشاعرك تجاه أي مواقف تخلو من صور الوفاء.. إنها الحياة التي تعيش فيها من أجل الله وحده، ولا يستطيع كائن من كان أن يشكك من نيتك وقدرتك على فعل الخير، فإنما يكون التوفيق في نهاية المطاف حليف المخلصين المتقنين. لا ترهق نفسك أن تعيش في دوامة «الحزن» على أوضاع الآخرين ومواقفهم معك.. لأنك ستفكر فيها فترة من الزمان لحاجة ملحة في نفسك.. ثم عليك أن تغلق ملفها بصورة كاملة حتى تحظى بتقدير ذاتي من داخل نفسك.. هم لا يهتمون ولا يزعجون نفوسهم..ولكنك أنت من تتعب نفسك.. لذا واصل العطاء بلا هم ولا غم وغض الطرف عن إزعاجات الحياة.

* ومضة أمل:

يقول ابن القيم رحمه الله: «لو كشف الله الغطاء لعبده وأظهر له كيف يدبر له أموره، وأنه أرحم به من أمه، لذاب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكراً لله». اللهم فوضت أمري إليك، يا حي يا قيوم يا من بيده مقاليد الأمور، دبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير.