حجم التحديات التي مرت على مملكة البحرين في السنوات الماضية لم تكن هينة، بل تحديات يشيب لها الرأس حتى أننا ظننا بأن بلادنا ستكون في موقع حرج في الأوساط الدولية، وهذه حقيقة لا يمكن لأي شخص أن ينكرها، ولكن كان الرهان قوياً وبنيان سفينتنا لم يصنع من الخشب بل بالأرواح التي تكفلت بأن تقود تلك التحديات إلى بر الأمان.

نحتفل هذه الأيام بعيدنا الوطني والذكرى الـ 19 لتسلم سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم، وكلنا نفتخر بأن لدينا قائداً محنكاً يملك من الصبر ما لا يملكه اليوم أي قائد بأي دولة، فقد دحر الأعداء بحزمه حتى صمم بنيان وطنه بمشروع إصلاحي وجعله نموذجاً ديمقراطياً يحتذى به على المستوى الدولي.

إن بحرين اليوم أقوى من أي وقت مضى، فنضج المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، قد وصل لمرحلة أنه أصبح منهجاً واضحاً تتوارثه الأجيال، وأن الإنجازات التي تحققت في السنوات الماضية كانت بمثابة ضربة موجعة لكل خائن وحاقد على هذه الأرض.

ولا يمكن حصر إنجازات البحرين في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، نظراً لضخامة هذه المنجزات التي عكست الصورة الحقيقية التي كانت صادمة للكثير من الدول العظمى، ولعل تمكين المرأة في مملكة البحرين جعلت منا نموذجاً حياً لمدى دعم حضرة صاحب الجلالة، عاهل البلاد المفدى، وصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، في أن تتبوأ المرأة البحرينية مناصب قيادية لتكون شريكة أساسية في صنع القرار، حتى أن دولاً أجنبية تقتدي ببلادنا في تمكين المرأة وإشراكها في جميع المجالات، فالمرأة البحرينية أثبتت قدرتها على مواكبة كافة المتغيرات، فهي نجحت كوزيرة ومسؤولة ومهنية.

كما أن فريق البحرين الذي حظي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء كان يبعث رسالة مفادها بأن حكومة البحرين ليست مجموعة من الوزارات أو الإدارات بل أن الحكومة جميعها هي فريق واحد وهدفه وغايته واحدة، وهي تقديم الأفضل للمواطن والوطن، فالابتكار كان عنوان فريق البحرين، وأن هذا الفريق يعمل على تحويل جميع الأفكار إلى واقع ملموس يخدم رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030، وفي نفس الوقت يتطلع بأن تحافظ البحرين على مكانتها في مجال التنمية المستدامة بل الطموح بأن تكون بلادنا الأولى عالمياً في هذا المجال وأنا أؤمن بأننا قادرون على أن نصل لذلك، والأيام المقبلة ستكون كفيلة لتحقيق ذلك.

أما عام الذهب كما باركه عاهل البلاد المفدى وكانت فكرته نابعة من ملهم الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة جعل على عاتق كل مواطن بأن يحمل هذا الشعار على عاتقه لتحقيق المزيد من الإنجازات حتى حصدنا ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية وجوائز عالمية جعلت من البحرين مكانة دولية ليست من السهل زعزعتها، فسمو الشيخ ناصر نظر لهذا العام في أن قدرة الشاب البحريني ليست لها حدود وأن شبابنا هم وقود لا يتوقف عن الإنتاج.

وخلاصة كل ذلك، في أن البحرين قوية بملكها الحكيم وحكومتها القوية وبشعبها الوفي، والتحديات القادمة نعلم أنها قاسية على الجميع، كما أن تكاتفنا وتلاحمنا ومبادئنا في إرساء التعايش والإخاء بين جميع الطوائف والمذاهب هي الركيزة الأساسية التي نستمد منها ثباتنا على مواقفنا، ولذلك فإن البحرين القادمة ستكون مختلفة برؤيتها وبواقعها وبمنجزاتها، وما تحقق من إنجازات ما هو إلا القليل لما هو مخطط له، والعام المقبل سيكون هو «عام الحصاد».