قبل سنوات أكد الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله أن حزبه يتلقى دعماً مالياً وعسكرياً من إيران «يغنيه عن أي فلس في العالم»، نافياً الاتهامات الأمريكية له بالتورط في صفقات مخدرات وغسل أموال لإيجاد مصادر تمويل. وقد كانت قابلية تصديق نصر الله ضعيفة في حينها، ثم أصبحت معدومة بعد الحصار الأمريكي المحكم على التعاملات المالية بين طهران والحزب، لكن الحزب الشيطاني كان ذكياً، فتحول إلى زراعة الحشيش في سهل البقاع -المنطقة الأكثر خصوبة في لبنان وأهم مدنه هي مدينة بعلبك التي تعرف بعاصمة الجريمة- فأصحاب الكلمة هناك هم «حزب الله» وتجار المخدرات، و«حزب الله» هو السلطة الوحيدة الباقية في البقاع والتي يحترمها الجميع ويدفعون لها الإتوات، بل وتشارك في تجارة المخدرات لدرجة أنها تستطيع مساعدة إيران مالياً وليس العكس، فبعد الحصار قالت طهران للحزب «دبروا حالكم» وفعلاً دبروا حالهم. غير أن الوضع مع حليف طهران الآخر في صنعاء مختلف، والحوثي لا زال في درجة «القات» ولم يتعرف بشكل واسع على الحشيش، فكيف يتدبر الحوثي أموره مالياً إذا كان نصر الله يبيع الحشيش ولا مشتري خارجي للقات؟!

لم يتوقف التحالف العربي والحكومة اليمنية الشرعية عن القول مراراً وتكراراً بشأن الدعم الإيراني للحوثيين، وأعلنت عن ضبطها لقوارب إيرانية محملة بأسلحة ومتفجرات وصواريخ، ثم بفحص الصواريخ الباليستية ثبت أنها إيرانية الصنع، لكن ثمة تقرير للجنة خبراء في الأمم المتحدة نشر مؤخراً، أورد أن عائدات وقود يشحن بطريقة غير قانونية من موانئ في إيران تسهم في تمويل حرب الحوثيين ضد قوات الحكومة الشرعية في اليمن، إذ قالت لجنة الخبراء الأمميين في تقريرها النهائي لعام 2018 إنها «حددت عدداً صغيراً من الشركات داخل اليمن أو خارجه تعمل كشركات واجهة، وتقوم باستخدام وثائق مزيفة لإخفاء المساعدات النفطية الإيرانية للحوثيين. وتبلغ قيمة شحنات الوقود الشهرية من إيران للحوثيين بـ 30 مليون دولار، ولا حاجة بنا للقول أن طهران ستنفي، فقد سبق لطهران أن نفت مراراً تقديمها دعماً عسكرياً للحوثيين، وهي مستعدة للقسم على ذلك كما سبق أن أقسم روحاني أن المرشد قد حرم استخدام الأسلحة النووية، فالإنكار والقسم جزء من مناورات طهران ودهائها.

إن المغامرة الإيرانية بتهريب نفطها عبر وسطاء، وبيعه أمر محفوف بالمخاطر، فقد يعني بدء السفن العسكرية الدولية والأمريكية خصوصاً بتفتيش كل السفن المشتبه بها في الخليج بحثاً عن نفط إيران المهرب وتجفيف قنوات التهريب النفطي. فلماذا المغامرة؟!

* اختلاج النبض:

إن ما يزيدنا إصراراً على ضرورة هزيمة التحالف العربي لجماعة الحوثيين، هو الإصرار العجيب من طهران لأخذ اللقمة من أفواه شعبها الجائع من الحصار وإعطاءها الحوثيين.