منذ إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة تخطط لتنظيم قمة دولية -بشأن الشرق الأوسط وتحديداً الدور الإيراني في 13 و14 فبراير المقبل ببولندا- وإيران يتلبسها الجنون، إذ أبلغت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البولندي احتجاجها الرسمي على استضافة القمة التي ستركز على سياسة إيران في المنطقة، معتبرة أن القمة «تجسد سياسة أمريكا المعادية لإيران»، ثم زادت طهران جرعة الهلع بتصريح وزير خارجيتها جواد ظريف منتقداً هذه القمة بقوله: «نذكر من يستضيفون المؤتمر المناهض لإيران والمشاركين فيه، أن الذين حضروا العرض الأمريكي السابق المناهض لإيران «ويقصد عام 1996 بمدينة شرم الشيخ المصرية»، إما ماتوا أو أصبحوا موصومين أو مهمشين. وإيران أقوى من أي وقت مضى». ثم تحول للوم البولنديين الذين تعقد القمة في أحد فنادقهم مغرداً على «تويتر»، أنه «في حين أنقذت إيران البولنديين في الحرب العالمية الثانية، تستضيف بولندا الآن عرضاً هزلياً يائساً مناوئاً لإيران». والسؤال المهم.. إذا كانت إيران تقول بفشل مثل هذه المؤتمرات فلماذا هذا الهلع الذي جعلها تمنّ على بولندا بمعروف مضى عليه نصف قرن؟!

إن ما يجري يقدم لنا 7 مؤشرات لقيام حرب عسكرية مرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران، أوجزها في نقاط:

1- استغلال واشنطن ما تشهده إيران من اضطرابات داخلية ومظاهرات كفرصة لضرب النظام الإيراني.

2- يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطًا كبيرة من منافسيه على الساحة الداخلية، ما يجعل شن هجوم على إيران عاملًا للتنفيس عن هذه الضغوط.

3- تأكيد بومبيو أن جولته تهدف للتأكيد على التصدي الأمريكي لنظام طهران، وأن ترامب يستهدف التصدي لإيران كإحدى أولوياته.

4- توسع نفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن يجعلها دولة موازية لأمريكا ويجب وقفها.

5- إعلان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أجهزة الاستخبارات الإيرانية، كما إن الدول الأوروبية أصبحت تعي تماماً أن علاقاتها التجارية مع إيران ليست أكثر أهمية من التهديد الذي تشكله طهران عليها.

6- زيادة الضربات الخليجية للقوات الحوثية، لحسم الأمور بعد أن ظهر جلياً أن الحوثيين ذراع إيران ويأتمرون بأمرها كما حدث في التلاعب باتفاقات السويد، لذا لابد من قطع رأس الأفعى فيما يتم تقطيع بقية أجزائها من قبل التحالف العربي.

7- لقد وصل سعر النفط في السوق العالمي درجة لا يمكن أن يهتز الاقتصاد العالمي لو بدأ ضرب إيران، فالوفرة الحالية تكفي لأشهر طويلة بدرجة أن التهديد بإغلاق هرمز أمر لا خوف منه.

* اختلاج النبض:

بيننا وبين مؤتمر وارسو أسابيع، ولو صدقت هذه المؤشرات فبيننا وبين الضربة الأمريكية لإيران أشهر قليلة، فما هو دور دول الخليج واستعداداتها لما سيجري؟ وما قد تكون تبعات ذلك عليها؟!