توفي الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع مساء أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 79 عام، وذلك بعد أن تعرض لعارض صحي في منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي.
والشاعر رفيع من مواليد المنامة عام 1936، وفي مسيرته الشعرية أصدر 9 مجموعات شعرٍ فصيحة وعامية، أهمها: "أغاني البحار الأربعة، الدوران حول البعيد، ولها ضحك الورد، ديوان الشعر الشعبي، ديوان الشعر العربي، أولها كلام. ويحتل الشاعر موقعاً مرموقاً في المنطقة الخليجية، لمزاوجته بين الفصيح والعامي في الشعر. وقد اشتهر بعدد من القصائد العامية الكاريكاتيرية، مثل قصيدة «الله يجازيك يا زمان.. الشعري الربعه ابثمان» التي تشرح المجتمع وتتهكم على الغلاء الفاحش، وكذلك قصائد «زمان المسخره»، و «أمي العوده» و «البنات».
إلى ذلك، رثى شعراء البحرين الشاعر الكبير معبيرين عن حزنهم لفقدان هذه الخامة الكبيرة.
وأكد الشاعر القدير علي عبدالله خليفة أن البحرين فقدت شاعرا يعتبر من أهم رواد الحركة الشعرية الفكاهية في مملكة البحرين والوطن العربي وقال "سوف نفتقد جديد شعر التيار الفكاهي الذى تميز به, وقد استطاع الشاعر رفيع تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة جدا من خلال روح الفكاهة التي كانت تحتويها أبياته الشعرية باللهجة العامية"، مشيرا الى ان الشاعر رفيع أبدع كذلك في قصائد اللغة الفصحى, داعيا الله أن يرحم الشاعر عبدالرحمن رفيع وأن يسكنه فسيح جناته.

من جانبها أكدت الشاعرة هنادي الجودر أن "الشعر البحريني اليوم في حالة من البكاء على رحيل الشاعر القدير عبدالرحمن رفيع, فقد فقدت البحرين والوطن العربي قامة شعرية نادرة, فمع رحيل هذا الشاعر الكبير أعتقد من الصعب التعبير عن الحزن الكبير الذي بداخلنا, فببالغ الحزن والأسى نعزي أنفسنا ونعزي شعراء البحرين وذويه, وإنا لله وإنا إليه لراجعون".

أما الأستاذ الشاعر حسن كمال الذي سبقت دموعه كلماته, بدأ كلماته بأن في هذا المصاب الجلل تعجز الكلمات عن التعبير, فالأفكار تتصدع داخل رأسه, "فإن فقداننا لهذا الشاعر أمر ليس بسهل, فالأعزاء لا تستطيع أن نرثيهم".

وأضاف الشاعر كمال وهو في طريقة لوداع الشاعر عبدالرحمن رفيع إلى مثواه الأخير قائلا: "أعجز عن رثائك, فأنت المداوي عن شقائك, هنا الأحباب قد نامو, فنم معهم بشوق أشعارك لتنعشهم، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى".

وأكد الشاعر يونس سلمان أن الساحة الشعرية فقدت خامه شعرية نادرة الوجود, فالراحل من المدارس الشعرية التي تعلمنا منها الكثير, فقد جمع الراحل بين مدرسة الشعر الفصيح والمدرسة الشعرية الدارجة التي استطاعت أو توصله لقلوب الناس وذلك من خلال حس الفكاهة والبساطة التي كان يمتلكها, داعيا الله ان يرحم الشاعر الكبير عبدالرحمن رفيع وأن يتقبله بواسع رحمته.

من جانبها أكدت الشاعرة فوزية السندي قائلة: "إننا فقدنا شاعرا عظيما بشعره, وعظيما بمحبته, وعظيما بتواضعه, وعظيما بابتسامته الدائمة, والراحل رفيع من الشعراء الصادقين والمؤثرين على تاريخ الساحة الشعرية في مملكة البحرين, وقد تمكن الشاعر أيضا من خلال بساطته الشعرية الوصول لقلوب الكثير من محبيه سواء على مستوى البحرين أو الوطن العربي, وداعا شاعرنا الكبير عبدالرحمن رفيع".

وأكد الشاعر القدير إبراهيم بوهندي رئيس جمعية أسرة أدباء وكتاب البحرين أن رحيل الشاعر الكبير عبدالرحمن رفيع هو خسارة كبيرة للبحرين وأدباء البحرين, فهذا الشاعر له قيمته ومكانته الخاصة التي تفرد بها, وهو صاحب مدرسة نادرة وأدب مميز تعلم منه الكثير من الشعراء, وذلك من خلال خفة الدم التي استطاعت أن توصله لقلوب الكثير من محبيه.

وقال بوهندي ان "الشاعر رفيع رحل كجسد, ولكنه باقي من خلال إبداعاته وأشعاره, ونحن على أمل في الأجيال القادمة التي تعلمت من مدرسة الشاعر رفيع أن تخلق لنا مواهب جديدة تسير على خطى الشاعر الراحل عبدالرحمن رفيع, فإنا لله وإنا إليه لراجعون".