حقق رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو انتصارا كبيرا على خصومه في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية التي جرت الثلاثاء.
وخلافا لكل التوقعات التي سبقت الانتخابات، يبدو نتانياهو الذي اعلن فوزه منذ مساء الثلاثاء في موقع يسمح له بتشكيل الحكومة المقبلة لولاية ثالثة على التوالي، والرابعة اذا اضيفت فترة ترأسه الحكومة بين العامين 1996 و1999.
واعرب نتانياهو الاربعاء عن امله بتشكيل حكومة جديدة خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية التي انتهت بفوزه، بحسب بيان صادر عن حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه.
وقال البيان ان "رئيس الحكومة يريد ان يبدأ بتشكيل الحكومة فورا بهدف الانتهاء من هذه المهمة خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع".
وسيتوجه نتانياهو ظهر الاربعاء الى حائط المبكى في القدس.
واعترف رئيس حزب العمل الاسرائيلي اسحق هرتزوغ نتانياهو في الانتخابات التشريعية وتمنى له "التوفيق". وصرح هرتزوغ لوسائل الاعلام الاسرائيلية "تحدثت منذ دقائق قليلة مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. هنأته بفوزه وتمنيت له التوفيق".
وقالت وسائل الاعلام ان حزب الليكود حصل على 30 مقعدا من اصل 120 في البرلمان،خلافا لاستطلاعات الرأي التي جرت الاسبوع الماضي والتي قالت ان الليكود تراجع، بينما حاز الاتحاد الصهيوني المنافس لنتانياهو بزعامة هرتزوغ على 24 مقعدا.
اما في النسبة المئوية، فقد اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية ان الليكود حصل على اكثر بقليل من 23 في المئة من الاصوات والاتحاد الصهيوني على اقل بقليل من 19 في المئة.
وبعد ان تعلن النتائج الرسمية للانتخابات في موعد اقصاه بعد ظهر الخميس على الارجح، سيكون امام الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين سبعة ايام لاختيار من سيكلفه تشكيل الحكومة.
وامام الاخير 28 يوما لتشكيل ائتلافه. ويستطيع الرئيس اذا اقتضت الضرورة تمديد هذه الفترة 14 يوما.
وكان نتانياهو قال في خطاب اعلان الفوز مساء الثلاثاء في المقر الرئيسي لحملته الانتخابية في تل ابيب انه "خلافا لكل التوقعات، حققنا نصرا كبيرا لليكود. حققنا نصرا كبيرا للمعسكر الوطني بقيادة الليكود. حققنا نصرا كبيرا لشعبنا الاسرائيلي".
واضاف امام انصاره، الذين احتشدوا للاحتفال بالفوز، "علينا حاليا ان نؤلف حكومة قوية ومستقرة".
ويبقى السؤال هو نوع التحالف الذي سيختاره نتانياهو لتشكيل ائتلافه الحكومي في حال اوكل ريفلين اليه مهمة تشكيل الحكومة،اما ائتلاف يميني متطرف سيؤدي الى زيادة تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل مع المجتمع الدولي او ائتلاف سيؤدي الى تشكيل حكومة وفاق وطني بالتحالف مع حزب العمل.
وتحدث ليلا مع قادة الاحزاب التي يرى انها من الممكن ان تشكل جزءا من الائتلاف الحكومي في اشارة الى احزاب البيت اليهودي اليميني المتطرف (الذي حصل على 8 مقاعد) وحزب اسرائيل بيتنا المتشدد بزعامة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي حصل على 6 مقاعد بالاضافة الى حزبي شاس ويهودية التوراة الموحدة لليهود المتشددين واللذين حصلا على سبعة مقاعد لكليهما.
واتصل نتانياهو ايضا مع زعيم حزب كلنا الوزير والناشط السابق في الليكود موشيه كحلون الذي يتوقف عليه تشكيل الحكومة المقبلة مع حصول حزبه الوسطي اليميني الجديد على 10 مقاعد في البرلمان.
من جهته، قال كلود كلاين خبير القانون الدستوري في الجامعة العبرية في القدس ان "نتانياهو نجح وتمكن من الخروج من الازمة. يمكنه تشكيل حكومة يمينية مع الاحزاب الدينية وافيغدور ليبرمان او حكومة وحدة وطنية".
واضاف ان "هرتزوغ لا يملك اي فرصة لتشكيل اغلبية ستكون مرهونة بدعم اللائحة العربية".
وحصلت الاحزاب العربية الاسرائيلية في الانتخابات التي خاضتها بقائمة واحدة على 14 مقعدا في البرلمان لتصبح القوة الثالثة في البرلمان المقبل.
وهذه المرة الاولى تتقدم الاحزاب العربية بقائمة واحدة الى انتخابات البرلمان الاسرائيلي منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948.
وعرب اسرائيل هم احفاد 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل في عام 1948 ويشكلون حاليا 20 بالمئة من السكان.
وكان الاقتراع الذي شارك فيه 71,8 في المئة من الناخبين (مقابل 67,8 في المئة في 2013) يبدو الى حد كبير اقرب الى استفتاء حول نتانياهو.
ونتانياهو هو الذي دعا الى هذه الانتخابات التشريعية المبكرة قبل نحو سنتين من استحقاقها بعدما حل في نهاية العام 2004 الائتلاف الحكومي الذي شكله قبل اقل من سنتين بعد مفاوضات شاقة، وذلك اثر تعرضه لانتقادات من الوسطيين في حكومته.
وكان نتانياهو يعتقد في حينه انه في موقع قوة في مواجهة جميع خصومه بدءا بهرتزوغ (54 عاما) المحامي الذي سبق ان شغل مناصب وزارية عدة ويبدو على النقيض تماما منه غير انه يفتقد للشعبية.
وطرح نتانياهو نفسه خلال الحملة في موقع الضامن لأمن دولة خاضت ثماني حروب منذ انشاءها في العام 1948 غير ان خطاباته التهويلية ومداخلته الاستثنائية امام الكونغرس الاميركي حول الملف النووي الايراني لم تكف لوقف تقدم خصومه.
في المقابل، ركز هرتزوغ وحليفته تسيبي ليفني هجماتهما على نتانياهو في قضايا غلاء المعيشة وكلفة المساكن والفوارق الاجتماعية.
وكان نتانياهو صرح الاثنين انه لن يكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه في الانتخابات. وردا على سؤال وجهه له موقع ان ار جي الاخباري اليميني حول عدم قيام دولة فلسطينية في حال اعادة انتخابه رئيسا للوزراء،اجاب نتانياهو قائلا "بالفعل".
وبعيد نشر نتائج الاستطلاعات الاولية للانتخابات في اسرائيل، اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله ان الفلسطينيين سيقومون بتكثيف حملتهم الدبلوماسية.
وقال عريقات لوكالة فرانس برس "واضح ان نتانياهو سيشكل الحكومة المقبلة، لذلك نقول بوضوح اننا سنسرع سعينا للتوجه الى محكمة الجنايات الدولية وسيستمر ويتصاعد".
واضاف "على المجتمع الدولي الان ان يساند مسعى فلسطين كدولة تحت احتلال بالتوجه الى محكمة الجنايات الدولية والانضمام الى المواثيق والمؤسسات الدولية الاخرى".