كل المعطيات تؤشر إلى أن مسار تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة لن يكون سالكاً، لاسيما بعد حرب البيانات بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر، نتيجة اعتماد المداورة بالحقائب الخاصة برئيس الجمهورية وتياره دون سواها من الحقائب، خاصة حقيبة المالية «التي لا تسمح الظروف بمداورتها راهناً».

وترك ميقاتي تحديد مسار التأليف على همة «اليومين المقبلين»، واحتمال عقد اللقاء الثالث مع رئيس الجمهورية ميشال عون، بعدما ثبت سقف مقاربته للملف الحكومي، رافضاً فرض الشروط..

التعقيدات تحيط أيضاً بملف ترسيم الحدود، بفعل «مسيّرات» حزب الله فوق حقل كاريش، رغم تنصّل لبنان الرسمي من مسؤولية المسيرات، بعد الاحتجاج الأميركي عليها، وتهديد الكيان الصهيوني بالرد على حزب الله وبوقف المفاوضات.



وبعد إطلاق الحزب 3 مسيرات غير مفخخة باتجاه كاريش ومنصة الحفر، أجرى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم، بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، طالبا توضيحات لما جرى بشأن المسيّرات، ومحذراً بأن هذه العملية من شأنها إيقاف جهود التفاوض، وقد تؤثر على الإيجابية التي رشحت عن المحادثات الأخيرة.

وكشف مسؤول لبناني أن هوكشتاين كان متوجساً من ردات الفعل على هذه العملية التي قد تودي بما تحقق من إيجابيات تنعكس سلباً على مهمته في المستقبل.

محلياً، أدلى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ببيان، نأى فيه بمسؤولية لبنان عن عملية حزب الله التي «جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي».

وقال إن «لبنان يجدد دعمه لمساعي الوسيط الأميركي للتوصل الى حل يحفظ كامل الحقوق اللبنانية بوضوح تام، والمطالبة بالإسراع في وتيرة المفاوضات».

كلام بوحبيب جاء عقب لقاء عقده مع ميقاتي، وأضاف أن «لبنان يعوّل على استمرار المساعي الأميركية لدعمه وحفظ حقوقه في ثروته المائية ولاستعادة عافيته الاقتصادية والاجتماعية».

والتقى بوحبيب السفيرة الأميركية دوروثي شيا، التي أبلغته احتجاجاتها على إطلاق المسيّرات فوق حقل كاريش.

حكومياً، عرض الرئيس المكلف الأوضاع العامة مع مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، حيث أبدى ميقاتي ارتياحه لأجواء تشكيل الحكومة، لافتاً الى أنه سيزور الرئيس ميشال عون خلال هذين اليومين. وقال: «طالما نعمل بصدق وانتماء ووطنية فبإذن الله سيكون الخلاص قريباً»