فيما لا تزال خيامهم منصوبة أمام البرلمان العراقي وسط بغداد، نصب أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، خيماً جديدة أمام مقر مجلس القضاء الأعلى هذه المرة.

فبعد أن أعلن الصدر عن تحركات مقبلة، توجه أنصاره، اليوم الثلاثاء، إلى مقر المجلس والمحكمة الاتحادية للاعتصام إلى أجل غير مسمى، احتجاجاً على موقف القضاء من حل البرلمان، وهو المطلب الذي ما فتئوا يطالبون به منذ استعار الأزمة السياسية في البلاد قبل أشهر، لا سيما مع الإطار التنسيقي.



خطوة تصعيدية

ونفذ المئات من أنصار رجل الدين الشيعي البارز في البلاد، اعتصاماً مفتوحاً أمام مبنى المجلس والاتحادية، في خطوة تصعيدية لتوسيع رقعة التظاهرات والاعتصامات داخل المنطقة الخضراء.

كما دعوا المتظاهرين للالتحاق بهم ومناصرتهم للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة ومحاسبة الفاسدين.

وكان الصدر وعد قبل أيام قليلة بخطوات مقبلة دون أن يحدد ماهيتها، مجدّداً رفضه الحوار مع الفاسدين، وداعياً إلى حوار علني بين الأفرقاء السياسيين من أجل حل الأزمة التي غرقت فيها البلاد، بعد الفشل في انعقاد البرلمان لانتخاب رئيس جديد، رغم مضي أشهر عدة على انتهاء الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي (2021).

أشهر من التوتر

يذكر أن العراق يعيش منذ أكثر من عشرة أشهر، أزمة سياسية حادة وسط عجز القوى السياسية عن الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وجمود في المواقف.

وزاد هذا الجمود والتعثر من ارتفاع منسوب التوتر بين الصدر والإطار التنسيقي، لاسيما منذ أواخر يوليو الماضي، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطوّر الأمور حتى الآن إلى العنف أو القتال.

ففيما يتمسك الصدر بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، يريد الإطار (الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح وفصائل مقربة من إيران) تشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة.

في حين أعلن مجلس القضاء سابقا أن ليس من صلاحياته حل مجلس النواب، وأن تلك المسألة ترعاها القوانين والدستور العراقي.