باريس - لوركا خيزران

تنتظر جماجم 7 مقاومين جزائريين قتلوا أثناء مقاومتهم الاحتلال الفرنسي لبلادهم أوامر حكومية فرنسية لإعادتها إلى موطن أصحابها بعد إعراب مدير المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي برونو دافيد خلال مقابلة صحافية عن استعداده لإعادة الجماجم المنضوية بين مجموعة المتحف، في وقت توجه اتهامات للمتحف أنه يحفظ الجماجم في علب شبيهة بـ"علب الأحذية".

وقال دافيد إنه "مستعد" لإعادة جماجم مقاومين جزائريين حاربوا ضد الاستعمار الفرنسي لبلدهم في القرن التاسع عشر، محفوظة في مجموعات المتحف" وذلك بعد نحو شهرين من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر وتعهده بإعادة رفات الجزائريين المحفوظة في متحف الإنسان التابع لمتحف التاريخ الطبيعي.



وأضاف دافيد "ندرك تماما أهمية عمليات إعادة البقايا، نظرا للإطار التاريخي" للقضية، موضحا أن أن "هذه البقايا البشرية دخلت إلى مجموعاتنا الإنثروبولوجية في نهاية القرن التاسع عشر بعد فصول عديدة من الغزو الفرنسي للجزائر".

من جهته، أعرب الباحث الجزائري علي فريد بلقاضي من خلال تغريدات على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي عن أسفه لأن الجماجم "ملفوفة وموضوعة في علب كرتون عادية تذكر بعلب محلات الأحذية".

إلا أن برونو دافيد رفض الانتقادات، وقال "إنها علب مخصصة للمجموعات ومكلفة". وأضاف أن "هذه الجماجم مصفوفة في خزائن مقفلة في صالات مقفلة".

وتابع "منذ أن توليت رئاسة المتحف في نهاية 2015 قررت أنه ليس من حق أحد أن يرى هذه الجماجم احتراما لرفات بشرية تم التعرف على أصحابها. أنا نفسي لم أرها إطلاقا".

وفي السنوات الأخيرة، وقعت عرائض من قبل مؤرخين مثل بنجامان ستورا وباسكال بلانشار ومحمد حربي، تطالب بإعادة البقايا إلى الجزائر.

ووفقا لدافيد فإن "لائحة بـ41 جمجمة ثبت أنها من الجزائر" تم "تسليمها إلى الإيليزيه"، وبينها جماجم لمقاومين جزائريين قاتلوا الفرنسيين وكذلك آخرين محكومين بجرائم. وأضاف "حاليا تمكنا من التأكد من أن سبعة جماجم تعود إلى مقاومين جزائريين".

ومن بين مجموعة الجماجم أيضا جمجمة الشيخ بوزيان قائد تمرد الزعاطشة بشرق الجزائر في 1849. وقد أسره الفرنسيون وأعدم رميا بالرصاص وقطع رأسه، وأخرى لأحد مساعديه. وقد أضيفتا إلى مجموعات المتحف في 1880.

وهناك أيضا جمجمة محمد الأمجد بن عبد المالك الملقب الشريف بوبغلة الذي فجر ثورة شعبية وقتل في 1854.

ولدى متحف الإنسان 6 جماجم أخرى لجزائريين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي وتوفوا بأمراض.

ومجموعات متحف الإنسان لا يمكن التصرف بها، ولا يمكن بالتالي أن تخرج هذه الجماجم إلا بقانون ستقوم فرنسا بصياغته.

وقال دافيد "من جهتنا، نحن مستعدون وننتظر تعليمات الحكومة".