* برهوم: الاحتلال يبدع في الإرهاب والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي

* المسيرات الشعبية مستمرة والطائرات الورقية ليست صواريخ

* إسرائيل تقصف 25 هدفاً في غزة



غزة - عزالدين أبوعيشة

توعد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة فوزي إسرائيل "بالرد على أي عدوان جديد أو قصف جوي من الاحتلال على القطاع"، مؤكداً أن "المقاومة الفلسطينية قرّرت الرد على القصف الإسرائيلي، ولن تقف مكتوفة الأيدي مقابل أي عدوان جديد أو قصف جوي على القطاع". وأضاف برهوم في تصريح لـ"الوطن"، "المقاومة بدأت مرحلة القصف بالقصف، فكل عملية استهداف للقطاع يتبعها رد عنيف من المقاومة، وسنزيد الرعب في قلوب المستوطنين".

وتابع "الاحتلال الإسرائيلي هو الذي بدأ التصعيد الليلة الماضية، وليست حركة حماس، فهو يريد أن يقتل ويقصف كل مكان دون رد من المقاومة، وهذا لن يحدث، لأن المقاومة وجدت لمجابهة إرهاب العدو".

جاء ذلك بعد قصف المقاومة مستوطنات الاحتلال بمجموعة صواريخ، رداً على سلسلة استهدافات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية.

وأكّد الناطق باسم حركة "حماس" أنّ "هناك إجماعاً من فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة "حماس" على كسر قواعد الاحتلال الإسرائيلي، وفرض قواعد جديدة أساسها القصف بالقصف".

وحمّل برهوم الاحتلال الإسرائيلي نتيجة التصعيد وتبعاته، مشيراً إلى أن "المقاومة جاهزة لصد أيّ عدوان جديد على القطاع ووقفه، وستقوم بواجبها في الدفاع عن القطاع".

وأوضح أنّ "الاحتلال يمارس إرهاباً منظماً في حق الفلسطينيين الذي يتظاهرون بالقرب من السياج الحدودي للقطاع، وأن المقاومة لن تتردد في وقف الإرهاب الإسرائيلي المنظم في ظلّ الصمت الدولي".

ورفض برهوم القبول "بقواعد الاحتلال الإسرائيلي، بالقصف على المناطق دون الرد"، مشدداً على أن "المقاومة ستكسر كل المعادلات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي"، مظهراً جهوزية المقاومة في إرسال رسائل قوية إلى الداخل الإسرائيلي".

وأوضح أن "المقاومة الفلسطينية وفصائلها لن تقبل ارتكاب حماقات جديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتطاول على الدم الفلسطيني"، لافتاً إلى أنّ "المقاومة لن تسكت وسيكون لها رد عنيف جداً".

وأشار برهوم إلى أن "الاحتلال أراد أن يشيطن المظاهرات السلمية على الحدود مع الاحتلال، وبدأ يضخم من الطائرات الورقية، ويوازيها بصواريخه الحربية".

وأظهر أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول إخراج مسيرة العودة من طوقها، ويحولها لتصعيد على القطاع"، مؤكداً "نية الهيئة الوطنية العليا للمسيرة بالاستمرار في المسيرة حتى تحقيق أهدافها بكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة".

ولفت إلى أن "الاحتلال يريد تضليل الرأي العام، بإرسال رسالة لهم بأن الطائرات الورقية كالصاروخ، وستفشل الةحتلال الإسرائيلي في كسر وسائل المقاومة الشعبية التي نجحت في تحرير عدد من الدول".

بدورها، أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بياناً عسكرياً مشتركاً أكّدت فيه على "معادلة القصف بالقصف وأنها لن تسمح للاحتلال بفرض معادلاته العدوانية على شعبنا ومقاومته، وستتحمل قيادة الاحتلال المسئولية الكاملة عن أي عدوانٍ وستدفع ثمن عنجهيتها".

وأعلنت المقاومة مسؤوليتها عن استهداف 7 مواقع عسكرية لجيش الاحتلال في غلاف غزة بعددٍ من الرشقات الصاروخية، وذلك رداً على العدوان المتواصل في استهداف مواقع المقاومة في قطاع غزة.

وتابعت المقاومة في بيانها "ستظل مقاومتنا وسلاحنا الدرع الحامي والحصن الحصين لشعبنا أمام كل عدوان، وإن جهوزية فصائلنا العالية وردها الفوري المنسّق وانضباطها الكبير لهو خير دليلٍ على أن مقاومتنا الحرة إذا قالت فعلت".

ونجت مجموعتين من الشبان الفلسطينيين من مطلقي الطائرات الورقية من قصف إسرائيلي شرق مدينة غزة، قامت به طائرة استطلاع مسيرة بدون طيار.

وتعد الطائرات الورقية الحارقة إحدى أساليب الشبان في القطاع لإحداث خسائر مادية للكيان الإسرائيلي ردًا على قمع قوات الاحتلال المشاركين السلميين في مخيمات ومسيرات العودة التي انطلقت منذ الـ30 من مارس الماضي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف ليل الثلاثاء الأربعاء 25 هدفاً في قطاع غزة.

وقال الناطق باسم الجيش في حديث هاتفي مع الصحافيين "إن منظمات وبينها حركة حماس أطلقت ليلاً 45 قذيفة بينها صواريخ من القطاع على إسرائيل".

وأضاف "إن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي اعترض 7 صواريخ فلسطينية، في حين سقطت ثلاثة صواريخ للأسف داخل المستوطنات بالقرب من مناطق مأهولة أو في مناطق مأهولة بالسكان"، من دون أن يشير إلى إصابات بشرية.

وشدد الناطق على أن "الطائرات الورقية والبالونات هي جزء آخر مما تقوم به حماس في محاولاتها للتخريب"، مضيفاً "قد تبدو الطائرات الورقية والبالونات مثل لعب الأطفال ولكن يمكنني أن أؤكد أنها ليست ألعاباً بل أسلحة تهدف إلى القتل وإلحاق الضرر، وقد ألحقت أضراراً كبيرة بالزراعة، ووصلت حتى الآن إلى أبعد من 25 كيلومتراً في الجنوب".

ولفت إلى أن الطيران الإسرائيلي أغار على 25 هدفاً لكتائب عزالدين القسام.

وقالت مصادر طبية فلسطينية في القطاع إن 5 فلسطينيين أصيبوا بجراح طفيفة.

وذكر مصدر أمني فلسطيني أن طائرات حربية إسرائيلية أطلقت صواريخ عدة على أرض خالية بجانب موقع تدريب يتبع لكتائب عز الدين القسام في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة. وأضاف أن غارة ثانية استهدفت موقعاً تابعاً للقسام في شمال القطاع.

وأفاد شهود عيان بأن فصائل فلسطينية مسلحة أطلقت عدداً من القذائف والصواريخ على جنوب الأراضي المحتلة بعد القصف.

وتأتي عمليات التصعيد المتبادلة مع وصول مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات إلى إسرائيل ليحاولا إعطاء دفع لخطة الإدارة الأمريكية لتسوية النزاع. لكن فرص نجاح هذه الخطة تبدو ضئيلة بينما تطرح تساؤلات عن الطريقة التي سيعالج فيها الوضع في غزة في الخطة.

وعبّرت جهات دولية عدة عن قلقها من تصاعد التوتر وتدهور الوضع الإنساني والاقتصادي في المنطقة، وحذّرت من خطر اندلاع حرب جديدة.

وخاضت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014، يسري وقفٌ هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الاحتلال والقطاع المحاصر.

ومنذ 30 مارس الماضي، تصاعد التوتر مع تعبئة في قطاع غزة ضد الحصار وللمطالبة بحق العودة للفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم عند إنشاء إسرائيل في 1948. وخلال هذا التحرك الاحتجاجي، جرت تظاهرات على الحدود بين القطاع والاحتلال وصدامات بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين المنتشرين على طول السياج الحدودي المحيط بالقطاع.

واستشهد 132 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية منذ بدء احتجاجات "مسيرات العودة". ولم يُقتل أي إسرائيلي.