* فرنسا تدعم حق الشعب اللبناني بالتظاهر وتدعو لتشكيل حكومة جديدة سريعاً

بيروت - بديع قرحاني

في أول رد من قبل "حزب الله" اللبناني على استقالة الحكومة، رأت كتلته النيابية أن "استقالة الرئيس سعد الحريري ستسهم في هدر الوقت المتاح لتنفيذ الإصلاحات وإقرار موازنة 2020 وتزيد من فرص الدخول على خط الأزمة"، فيما كشفت مصادر مطلعة لـ "الوطن" عن أنه "في حال رفض رئيس الوزراء اللبناني تولي المنصب، سوف يتم ترشيح وزيرة الداخلية ريا الحسن لرئاسة الحكومة".



وأضافت الكتلة النيابية لـ "حزب الله"، بعد اجتماعها الأسبوعي "الوضع يفرض على القوى السياسية كافة أن تتحمل المسؤولية لما قد ينجم من تداعيات عن استقالة الحكومة".

وتابعت "نأمل أن تسلك الاستشارات النيابية الملزمة مسارها الطبيعي من أجل تشكيل حكومة قادرة على النهوض بالمهمات المطلوبة منها".

ودعت الكتلة "حاكمية مصرف لبنان لاتخاذ كل التدابير لضمان عدم تفلت الوضع النقدي".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه "من الضروري من أجل مستقبل لبنان تشكيل حكومة بسرعة لتكون قادرة على إجراء الإصلاحات التي تحتاجها البلاد"، بعد يومين من استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.

وأضاف لودريان في بيان "في سياق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يمر بها لبنان منذ عدة أسابيع، يعود إلى جميع المسؤولين السياسيين اللبنانيين أمر إعلاء روح الوحدة والمسؤولية، لضمان الاستقرار والأمن والمصلحة العامة للبلد"، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع البيان، "بهذه الروحية، يجب القيام بكل شيء لتجنب الاستفزازات والعنف والحفاظ على حق المواطنين في التظاهر بشكل سلمي"، فيما يشهد لبنان أزمة سياسية خطيرة عقب مظاهرات حاشدة طالبت بتغيير الحكومة.

وقال لودريان، "من الضروري أن تسهل جميع القوى السياسية، منذ الآن، تشكيل حكومة جديدة قادرة على تلبية التطلعات المشروعة للبنانيين واتخاذ القرارات الضرورية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي للبلاد".

وختم الوزير الفرنسي بقوله إن "فرنسا، وفي الإطار الذي حدده مؤتمر سيدر، على استعداد لدعم لبنان على هذا الطريق وتقف إلى جانب الشعب اللبناني".

أما بالنسبة لحزب الله، الذي لم يستطع الخروج من صدمة التظاهر داخل بيئته والهتافات التي كان واضحة عند معظم المحتجين ان الجوع والفساد وسلاح "حزب الله" هو سبب غضب الشعب اللبناني، وصور الشبيحة التابعين له الذين اعتدوا على المتظاهرين بأسلوب وحشي يشبه ما تعرض له المعارضين في ايران صور هؤلاء الشبيحة التي ضجت بها كل وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية أسقطت صورة المقاومة لدى عدد كبير من جمهور حلفاءه وتحديداً التيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل. المؤشرات التي تخرج من ضاحية بيروت ليست واضحة أن كان "حزب الله" سيكون أقرب إلى المواجهة أو المهادنة إذ أن الحزب يركز حالياً يعقد اجتماعات مكثفة بين حلفائه من أجل الوصول إلى قرار جامع وصورة خاصة بين تيار المردة الذي يتزعمه سليمان فرنجية وبين جبران باسيل.

فإن "حزب الله" مستمر في هذه اللقاءات في الساعات المقبلة من أجل الوصول إلى قرار نهائي في مسألة تشكيل الحكومة وتسمية رئيسها وربما يتحدث عنها أمين عام حزب الله حسن نصر الله الجمعة.

وبانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات بين القوى السياسية حول شكل الحكومة الجديدة وما إذا كان سيعاد تسمية الرئيس الحريري، وما إذا كانت حكومة تكنوسياسية أو حكومة تكنوقراط، رجحت مصادر مطلعة "للوطن"، انه "في حال تم الاتفاق على تشكيل حكومة تكنوقراط أو تكنوسياسية، وفي حال قرر الرئيس الحريري عدم تشكيل الحكومة فانه سيقوم بتسمية وزيرة الداخلية المستقيلة ريا الحسن وهي من أهم المقربين من الرئيس الحريري وتتمتع باحترام كبير لدى غالبية الشعب اللبناني وتحظى بثقة الرئيس الحريري".

في هذه الأثناء، ما زال المحتجون يملؤون الساحات، وقطع بعض الطرقات، وبصورة خاصة في مدينة طرابلس شمال لبنان التي ما زالت ترفع شعار "كلن يعني كلن" مطالبين بإسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.