زهراء حبيب
أكد المدرب الإلكتروني المعتمد محمد الشافعي أهمية الحملة الوطنية لتحصين الأطفال من الابتزاز والتحرش الإلكتروني «حماية»، وخاصة في ظل معاناة الجيل الحالي من الفراغ وتعلقهم بالعالم الافتراضي وبعدهم عن العالم الواقعي، مشيراً إلى أنه بات يتم استخدام وتوظيف الذكاء الاصطناعي في جرائم الابتزاز الإلكتروني ضد الاطفال.
وقال إن أهم عامل يوقع الأطفال في براثن الابتزاز والاستغلال الإلكتروني هو الملل وانشقاقهم عن العالم الفعلي، وهنا يقع دور الأسرة في العمل على انخراط الأبناء في المجتمعات الواقعية، والتقليل من التواصل الإلكتروني.
وأضاف أن هناك الكثير من الحالات لأشخاص في الواقع يسيطر عليهم الخجل، لكن في العالم الافتراضي والألعاب الإلكترونية تكون لهم شخصية آخرى وتختفي أخلاقهم الجميلة، مشيراً إلى أن الكثيرين من أبناء الجيل الحالي يصلون إلى هذه المرحلة لعدم ثقتهم بالعالم الواقعي، ويكون الملجأ والأمان والسعادة لهم في هذا العالم الافتراضي.
وعن طرق الابتزاز الإلكتروني للأطفال، أوضح أن البدايات تكون عبر ما يعرف بـ«بالسكنات الشخصيات» وبعد الإضافة والتعرف على أنه طفل من الصوت، تبدأ محاولات المبتز أو المتحرش في تبادل أطراف الحديث مع الطفل، وعادة ما يكون هذا الشخص محترفاً في الألعاب وملماً بقواعدها، حتى ينال ثقته ويدخل دائرته ويبدأ معه ألعاباً مشتركة «كثنائي».
وأفاد الشافعي بأن «الطفل الصغير يعتبر الألعاب الإلكترونية عالم الأشياء، والمبتز أو المتحرش يحاول أن يدخل دائرته وينال ثقته لينقله إلى عالم الأشخاص، حتى يصبح صديقاً للطفل ومع التدرج في الألعاب يبدأ الاستدراج لعالم التعاطي من سيجارة إلى جرعة مجانية حتى يقع الطفل في الفخ، وقد يقوم المبتز بتصوير نفسه بالذكاء الاصطناعي كي يدخل الطفل الضحية لعالمه حتى يصل إلى غايته من الابتزاز، كما قد يقوم بالحصول على صور الطفل والتلاعب بها بالذكاء الاصطناعي ومن ثم يبدأ التحرش أو ابتزاز الطفل».
وأشار إلى أن هناك طرقاً أخرى للابتزاز الإلكتروني للأطفال ومنها محاولة إثارة غضب الطفل والاستهزاء به عدة مرات،لإخراج الطفل عن شعوره وتسجيل كل هذه المواقف وتحين اللحظة المناسبة، وتهديده بنشر هذه المقاطع في عالم التواصل الاجتماعي ولتفادي ذلك يستجيب الطفل لشروط المبتز سواء كانت غير أخلاقية أو الحصول على المال، منوهاً إلى أن الطفل في هذا العالم يكون وحيداً ويشعر بالخوف ويحاول التصرف دون الاستعانة بأحد أو طلب تدخل شخص بالغ، ما يوقعه ضحية للابتزاز الإلكتروني.
وعن أسباب دخول الأطفال إلى هذا العالم الافتراضي، قال إن السبب الرئيسي هو الفضول والرغبة في تجربة شيء جديد مقارنة بالعالم الواقعي، ومن الصعب ممارسته في الواقع من تصرفات وأسلوب وغيرها، ليجد الطفل نفسه في نهاية المطاف ضحية للابتزاز والتحرش الإلكتروني.