أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، موقف مملكة البحرين الثابت بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، حفظه الله ورعاه، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، في دعمها لعملية السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وإعلاء صوت الحكمة والحوار في تسوية النزاعات وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومعالجة تداعياتها الإنسانية، والحيلولة دون اتساع رقعتها.

وأشار لدى مشاركته في الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية في جدة، إلى حرص المملكة على تعزيز التضامن الإسلامي، وتحمل المجتمع الدولي، لاسيما أعضاء مجلس الأمن، مسؤولياته القانونية والأخلاقية في إنفاذ المواثيق الدولية وقواعد القانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، وقرارات وتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

واستعرض مواقف مملكة البحرين الداعية إلى الوقف الفوري والدائم والشامل لإطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر، وتوفير الحماية للمدنيين ورفض استهداف البنية التحتية، وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق بشكل فوري وكافٍ وكامل ودون عوائق، وتوفير المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية بإشراف من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، والشروع في مخطط دولي لإعادة إعمار القطاع، وتوفير الظروف الآمنة لعودة النازحين إلى مناطق سكنهم، فضلًا عن وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتعلقة بتهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وإقامة المستوطنات غير الشرعية، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس.

وشدد وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية على رفض المملكة لسياسات العنف والاغتيالات السياسية وعمليات التصعيد العسكري، ودعوتها إلى تغليب الجهود الدبلوماسية من أجل التهدئة وتخفيف حدة التوتر وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر امتداد دائرة الصراع أو توسع رقعة الحرب، لما لذلك من انعكاسات خطيرة على السلم والأمن والاستقرار الإقليمي، معربًا عن تعازي المملكة ومواساتها إلى فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، وشعبها الشقيق في حادث اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وتأكيد حرصها الدائم على أمن الدول العربية والإسلامية كافة وصون استقرارها واحترام سيادتها وسلامة أراضيها وفقًا لقواعد القانون الدولي.

وحثَّ الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة المجتمع الدولي على التجاوب الفعال مع مبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، والتي أقرتها القمة العربية الثالثة والثلاثون "قمة البحرين"، بشأن الدعوة إلى عقد واستضافة مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، ودعم الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، باعتبارها خارطة طريق للتهدئة وإحلال السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.

وأكد في ختام كلمته، دعم مملكة البحرين لأي جهد إقليمي ودولي مشترك من شأنه نصرة الحقوق والقضايا العربية والإسلامية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات الدولية على أسس من الود والاحترام المتبادل، ونبذ العنف والتصعيد والكراهية، بما يلبي حقوق شعوب المنطقة كافة والإنسانية جمعاء في الأمن والسلام والرخاء والتنمية المستدامة.

ضم وفد مملكة البحرين المشارك في الاجتماع الاستثنائي، السفير فاطمة عبدالله الظاعن، مدير عام التعاون الدولي بوزارة الخارجية، وسعادة السيد موسى عبدالله النعيمي، القنصل العام لمملكة البحرين في جدة.