أكد الباحث والكاتب السياسي الكويتي وأحد البارزين على مواقع التواصل الاجتماعي مشعل النامي، أن وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت أن تسحب البساط من تحت الإعلام التقليدي، إلى أن باتت أحد الأدوات التي تحركه بحيث يستجيب لما يتم تداوله فيها ويبدأ في التحرك بنفس الاتجاه كتابع، لافتاً إلى الفرق بين الإعلام العربي والغربي بشأن تحريك الرأي العام.

وأشار النامي خلال ندوة في جمعية الصحفيين البحرينية بعنوان "الإعلام وأزمات المنطقة"، إلى أن وظيفة الإعلام في الغرب هي تحريك الرأي العام تناول القانون الذي أصدرته الولايات المتحدة الأمريكية في عشرينات القرن الماضي بمنع الخمور والذي واجه معارضة شعبية جارفة استمرت لقرابة 13 سنة ولم يستطع الإعلام آنذاك توجيه الرأي العام للموافقة على القانون.

وأورد الكاتب الكويتي مثالاً للقنوات الفضائية المتطرفة التي تبث إرسالها من دول غربية ترفض قوانينها الخطاب العنصري وتحارب التطرف، وقال: "عندما ترك الإعلام التقليدي دوره المفترض، تولى الإعلام الفوضوي زمام الأمور بنشر الأخبار وافتقدنا المسؤولية والمهنية، لكن مازال الأمل موجود في كون وسائل الإعلام التقليدية المصدر الموثوق للمعلومة ويمكن لها استعادة دورها".



وتقدم بالشكر إلى جمعية الصحافيين ورئيسها مؤنس المردي على الدعوة، مشيراً إلى أن الإعلام في الوطن العربي تنقصه القدرة على تحريك الرأي العام كما كان في السابق، بعد أن طغت وسائل التواصل الاجتماعي على قدرته.

وأكد النامي أن القوانين التي لا تحظى بموافقة شعبية لا تحصل على شرعية عند تطبيقها وربما تحدث مشكلات اجتماعية، مشيراً إلى إن إعطاء الشرعية لأي قانون يأتي من الشعب، فعندما يؤمن الرأي العام بقضية فإنها تأخذ زخماً ويأتي دور الإعلام المفترض فيه تكوين الرأي العام بتسليط الضوء على قضية فيعطي للحدث بعداً إعلامياً كبيراً، وبذلك يكون الإعلام هو من يصنع الحدث وهو أيضاً من يتجاهله.

وقال النامي: "إن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت وفرة معلوماتية منحت للبشر حق الحصول على المعلومة التي كانت مقتصرة على الوسائل الإعلامية الرسمية، لكن ظلت مصداقية الخبر محصورة في تلك الأخيرة، فحين ينتشر خبر على وسائل التواصل الاجتماعي، عادة ما يلجأ المتابع إلى التلفزيون والصحافة للتأكد من صحة الخبر، خاصة إن كان متعلقا بسياسات الدولة".

وأكد الباحث أن وفرة المعلومات التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي قللت من حجم وسائل الإعلام المسؤولة والتي تمتلك الاحترافية، مشيراً إلى أن انعدام الاحترافية والمسؤولية وكذلك الحرية ولدت تطرفاً فكرياً وأوجدت مجتمعات، ربما في بلدان مختلفة، لكن تجمعهم أفكار عنصرية، وكان لعدم مسايرة الصحافة للأحداث منح الفرصة لمصادر معلومات غير مسؤولة وغير محترفة توليد التطرف الفكري سواء الديني أو الطائفي.

وفي ختام الندوة أشاد الكاتب بدور جمعية الصحفيين البحرينية وأعضاء مجلس إدارتها في الارتقاء بالعمل الصحافي البحريني، معرباً عن شكره للاستضافة والحضور.