خالد الطيب

أبو عمر ميكانيكي طيارات خدم في وظيفته 30 سنة لتأمين لقمة العيش لأبنائه الـ6 حتى قرر أن يتقاعد مبكراً بعد بلوغه الخمسين ليقضي مع أسرته ما تبقى من حياته معهم، لكن الجلطة الدماغية كانت أسرع وشغلته بنفسه فجعلته طريح الفراش عاجزاً عن الكلام. لجأ لأحد المستشفيات الحكومية بحثاً عن العلاج لكنه لم يجد إلا "الاستهزاء بحالته" كما تقول زوجته.

تروي أم عمر بغصة "أبوعمر رجل صالح وكان يحب عمله جداً لكنه قرر بعد بلوغه الخمسين أن يتقاعد ليتفرغ لأبنائه الستة ويبلغ أصغرهم 12 سنة، لكن ما أصابه بعد تقاعده جعله عاجزاً عن ذلك إذ أصيب بجلطة في المخ وتم تحويله لأحد المستشفيات الحكومية فكانت سبباً في تحطيم نفسيته واكتئابه بعد أن فقد القدرة على الكلام بوضوح، فكان الطبيب يقول مستهزئاً "أنا أيضاً يمكنني أن أصبح مريضاً كزوجك بوضعي لساني تحت أسناني وسأتكلم مثله".



قررت أم عمر تقديم شكوى على الطبيب لكن خوف زوجها المريض جعلها تعدل عن الشكوى "فهو تحت رحمتهم" كما تقول.

اقترضت أم عمر 2800 دينار لعلاج زوجها في الخارج لعلها تجد لدى الأغراب مالم تجده هنا، فأكد الطبيب هناك أن أبو عمر مصاب بجلطة دماغية ووصف له مجموعة من الأدوية وطلب مراجعته بعد 6 شهور.

ونتيجة للقصور المالي لم يستطع أبو عمر مراجعة الطبيب، وبعد عام على مرضه أصبح هزيل الجسد مهزوز الثقة عاجزاً عن الكلام والمشي، وتخشى أم عمر أن تفقده إن طال به الأمر هكذا، وتنتظر جهة تعينها على توفير المال اللازم لعلاج زوجها.