تحرص قوة دفاع البحرين على التنمية البشرية في أرقى صورها، والجهوزية في أعلى سقف لها، ولا تتوانى عن الرعاية الاجتماعية لمنتسبيها المخلصين، ورجالها المتميزين الذين يفتدون هذا الوطن الحبيب بالنفس والنفيس، ولا يبخلون على هذا الوطن العزيز بالجد والجهد، والتضحية لتبقى راية الوطن خفاقة عالية، وليظل الوطن آمناً مطمئناً.

ويولي المسؤولون في القيادة العامة لقوة دفاع البحرين اهتماماً بالغاً بمنتسبي قوة دفاع البحرين الثروة الحقيقية التي يعول عليها في بناء المستقبل، فهم الهدف الأساسي في استراتيجية كل مؤسسة عسكرية منظمة تصبو إلى إعداد رجالها إعداداً بدنياً ونفسياً وقتالياً منسجماً مع عقيدتها ومبادئها ومتطوراً مع تطورات العصر التكنولوجي التنظيرية العملية، ولهذا فقد عملت قوة دفاع البحرين على تقديم العديد من الخدمات الاجتماعية لمنتسبيها ومن أبرزها تقديم المنح الدراسية لهم للدراسة في الداخل والخارج، والتزود بالعلم الذي هو الطريق إلى التطور والتقدم وكذلك المؤسسة الاستهلاكية وبعثات الحج وحفلات الزواج الاجتماعي كما تولي قوة دفاع البحرين



اهتماماً كبيراً بالمرأة وتعمل على رعايتها لتؤدي مهامها في خدمة الوطن جنباً إلى جنب مع الرجل.

وانطلاقاً من توجيهات القيادة الحكيمة بتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين وتوفير أسباب العيش الكريم لهم، أولت القيادة العامة جل عنايتها ورعايتها لمنتسبي قوة الدفاع عن طريق تقديم كل عون يهدف إلى تحسين أوضاعهم المعيشية، وتقدم المؤسسة الاستهلاكية والاقتصادية العسكرية حزمة من الخدمات والعروض المتنوعة طيلة العام، وكلها تتوجه وتصب في صالح منتسبي قوة الدفاع وعائلاتهم وفق أسعار تنافسية وفي متناول الجميع، لتأمين كل أسباب الحياة المطمئنة لهم ولأسرهم وبأيسر الطرق، وتسعى المؤسسة الاستهلاكية العسكرية جاهدة إلى تحقيق الكثير من المشاريع التموينية والضرورية لتوسيع رقعة الخدمات التي تقدمها للمستهلك والوصول إلى تحقيق الآمال، والارتقاء بما تطمح إليه، وتعتبر المؤسسة ركيزة للامتيازات التي يحظى بها منتسبو قوة دفاع البحرين، وذلك انطلاقاً من مبدأ توفير متطلبات الحياة المعيشية لمنتسبي قوة الدفاع من خلال طرحها لمختلف المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية بأسعار تنافسية مقارنة بالمؤسسات الاستهلاكية التجارية الأخرى.

وبمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين على تأسيس قوة دفاع البحرين تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء فشمل برعايته افتتاح مجمع وادي السيل التجاري في السابع من فبراير 2016م، هذا المشروع الاقتصادي الحيوي الذي بلغت تكلفته حوالي 15 مليون دينار بحريني، ويقف على مساحة إجمالية تبلغ 40,000 متر مربع واستغرق إنشاؤه ثلاث سنوات، والذي يواكب وتيرة تنمية تجارة التجزئة بمملكة البحرين ويأتي كإحدى النماذج الإيجابية للإسهام الفاعل والمسؤول لقوة دفاع البحرين بما يخدم حركة النماء والتطوير، حيث يأتي هذا الحصن الوطني المنيع عبر توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى المستمرة هي الداعم الأساسي لاستمرار تقدم قوة دفاع البحرين نحو مستويات أعلى ومواكبة التطوير والتحديث على المستوى العالمي في الشأن الدفاعي وتعزيز الجاهزية القتالية لمنتسبي قوة دفاع البحرين بما يؤهلهم للقيام بواجبهم وفق أعلى درجات الاحترافية.

ومن الخدمات الاجتماعية التي تقدمها قوة الدفاع لمنتسبيها بعثات الحج، فبمكرمة ملكية سامية درجت قوة دفاع البحرين على تنظيم وتسيير بعثات حج لمنتسبيها كل عام لأداء مناسك هذه الفريضة، هذه السنة الحميدة التي أسنها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى منذ عام 1975م حيث يؤدي أفراد القوة مناسك الفريضة العظيمة على نفقة جلالته.

إن إيفاد مجموعة من منتسبيها لأداء فريضة الحج كل عام، يأتي تقديراً ومساهمةً من قوة الدفاع لرجالها الأوفياء، وتجسيداً للحرص والاهتمام المستمرين من لدن عاهل البلاد المفدى.



وتقدم قوة دفاع البحرين العديد من الخدمات الاجتماعية الأخرى لمنتسبيها، ومنها حفلات الزواج الجماعي، فمثل هذه الاحتفالات الجماعية تعين الشباب على نفقات الزواج وتكاليفه، وتنشئ جيلاً صالحاً يكمل نصف دينه، ويكون مجتمعه الصغير، والمتمثل في الأسرة التي تسهم مساهمة فاعلة في تنمية المجتمع، ورعاية القيادة الحكيمة لحفلات الزواج الجماعي التي تعد إحدى صور دعم الاستقرار الاجتماعي للمجتمع البحريني ومشاركة المواطنين في أفراحهم ومناسباتهم المختلفة من منطلق شعور العائلة الواحدة التي تربط المجتمع البحريني، والذي تحرص على تحقيقه القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، فبرعاية القائد العام لقوة دفاع البحرين كان أول حفل زواج جماعي للعسكرين في سنة 2011م ، أما في 2013م أقيم حفل الزواج الجماعي الثاني للعسكرين والذي أتى ضمن احتفالات البلاد بذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين الخامس والأربعين.

ومن الخدمات الاجتماعية الأخرى التي تقدمها قوة دفاع البحرين لمنتسبيها نادي ضباط قوة الدفاع وهو أحد الصروح الخدماتية التي دأبت القيادة العامة على تطويره باستمرار وتزويده بكل الخدمات والمرافق لتحقيق أعلى قدر من مقومات الراحة وسبل الترفيه لضباط قوة الدفاع وعوائلهم، ولنادي الضباط أنشطة متميزة ومستمرة طوال العام كلها تتوجه نحو توثيق الروابط والعلاقات الأخوية بين الضباط حيث يستطيع الضباط وعوائلهم قضاء أوقات ممتعة عبر المرافق المختلفة لنادي الضباط.

وحرصت قوة دفاع البحرين على توثيق تاريخ البحرين العسكري والمسيرة المباركة لقوة الدفاع منذ تأسيسها والإنجازات التي حققتها على المستويات كافة، بإنشاء المتحف العسكري الذي تفضل عاهل البلاد برعايته الكريمة حفل إفتتاحه في فبراير عام 2013م تزامناً مع احتفالات قوة دفاع البحرين بذكرى تأسيسها الخامس والأربعين.

ويعد المتحف أحد أبرز المتاحف العسكرية المتخصصة التي تحكي بتناسق تام المسيرة العسكرية والتاريخية لقوة دفاع البحرين في قاعات ولوحات بانورامية تحكي ملاحم البطولة والانتصار دفاعاً عن الوطن، ويضيف هذا الإنجاز العظيم تميزاً جديداً إلى قوة دفاع البحرين، حيث يؤدي المتحف العسكري دوراً كبيراً في تجسيد التاريخ العسكري المميز بمحتوياته وإبراز إسهاماته الكبيرة قديماً وحديثاً ، حيث يضم بين جدرانه أجنحة عديدة تؤرخ الأحداث التاريخية والمراحل الهامة من تاريخ البحرين العسكري والمسيرة المباركة لقوة دفاع البحرين.

ويضم المتحف قاعات وصوراً لمسيرة تطور قوة دفاع البحرين إضافة إلى رايات لمختلف أسلحتها ووحداتها، كما يضم قاعة حكام البحرين، وقاعة القلاع التاريخية، وقاعة الوثائق التاريخية، وقاعة الخيول العربية الأصلية، وقاعة الأسلحة الفردية القديمة، وقاعات القوات البحرية، والجوية والملابس العسكرية، والأوسمة ومشاركات قوة دفاع البحرين في العديد من المهام النبيلة، وفي حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة.

وعلى هامش يوم المرأة العاملة في المجال العسكري في ديسمبر 2014م أقيم بالمتحف العسكري معرضاً للصور يلقي الضوء على المحطات الهامة في مسيرة عطاء ومشاركة المرأة العسكرية البحرينية في دعم عجلة التنمية والتطور في مختلف الميادين والمجالات والتخصصات العسكرية، مثل الإدارة، والخدمات الطبية، والقضاء العسكري، والشرطة العسكرية، والرياضة العسكرية، والعديد من المجالات الأخرى.

إن مسيرة المرأة العسكرية تستحق الإشادة، فمنذ الضوء الأول لتأسيس قوة دفاع البحرين، والمرأة تساهم بكل ما تملك من طاقة وجهد في دفع مسيرة العمل العسكري والإداري والفني بمختلف أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين، وأثبتت كفاءة عالية في أداء المهام والواجبات الموكلة إليها، وأصبح يشار إليها بالبنان أيضاً في تولي المناصب القيادية، ودعم مسيرة العمل العسكري في قوة دفاع البحرين.

وأولت قوة دفاع البحرين اهتماماً خاصاً بالمرأة، وذلك من خلال توجيهات المسؤولين في القيادة العامة وعلى رأسهم المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، واستمرارهم في دعمها والتشجيع بتفعيل دورها داخل المؤسسة العسكرية الوطنية، مما ساهم في إعطائها الفرصة لإثبات وجودها وكينونتها؛ لتشارك الرجل جنباً إلى جنب في بناء المجتمع،حيث تقلدت المرأة البحرينية مناصب عسكرية رفيعة عن جدارة واستحقاق.

وفتحت قوة دفاع البحرين قبل أكثر من 30 عاماً باب العمل للمرأة لتعمل في العديد من المواقع، وتنفذ مهامها وأعمالها بمقدرة كبيرة وإحتراف عالي، وأصبحت الرتب العسكرية العليا التي تحملها المرأة البحرينية تتوج مسيرتها في ركب مسيرة قوة دفاع البحرين إلى جانب الرجل في حمل السلاح، ورفع لواء النهضة الشاملة بالمملكة فلأول مرة حصلت امرأتان بحرينيتان على لقب "ركن" بتخرجها من الكلية الملكية للقيادة والأركان عام 2009م، حيث سجلت بذلك نجاحاً جديداً للمرأة في مملكة البحرين.

وهيأت قوة دفاع البحرين للمرأة العسكرية برامج تدريبية فنية وأخرى عسكرية، إضافةً إلى برنامج الابتعاث داخل وخارج المملكة، وتم تخريج الدورة الأولى للمستجدات الإناث بالخدمات الطبية الملكية في سبتمبر 2010م.

وقد حققت المرأة ذاتها، واكتشفت قدراتها، وصقلت خبراتها ومهاراتها من خلال الفرص التي أتاحتها قوة الدفاع البحرين للمواطنين لترجمة الولاء والإنتماء كسلوك عملي إنتاجي، يسهم في حماية الوطن، والمحافظة على ترابه الطهور، وتقديم الرعاية والعناية، وتهيئة البيئة الحاضنة الداعمة والمساندة لكافة المواطنين والمقيمين على ثرى المملكة.