ندى نسيم.. كاتبة بحرينية تضمنت روايتها قصة اجتماعية تدور أحداثها، حول امرأة فاجأتها أحداث الحياة بظروف غير متوقعة.

تتجسد تلك الأحداث، حول طرح مجموعة من المشاهدات الحياتية التي عاشتها متمثلة في حالة الفقد والخيبة والخذلان ومصير الوحدة، وكذلك الإيمان بالحب، والصدمة تكون عندما تسقط الأقنعة من الوجوه المنمقة شكلا وروحا فتضطر لمعاصرة حقب من الألم.

"بديع المحيا": رواية تتضمن أبعاد نفسية عميقة وتقدم مجموعة من الحلول عبر الرسائل الإيجابية التي يتضمنها السرد، فيما تؤكد نسيم أنها اجتهدت سنوات ليبصر عملها النور.. وفيما يلي اللقاء:



رواية بديع المحيا كيف نشأت بين أوراق ندى؟

لم تنشأ الرواية بمحض الصدفة بين أوراقي، اجتهدت سنتين في إعداد العمل ليبصر النور، لأضع بين أيدي القراء منتجا أدبيا روائيا بالطريقة التي تمنيتها من ناحية طرح القضايا المتنوعة والرسائل الموجهة للقارىء، والتي جاءت من توظيف خبرة العمل في المجال الإرشادي والصحة النفسية وانعكاس لتأملات الذات.

ماهو مصدر إلهامك للكتابة؟

في كتابة الرواية، كان مصدر إلهامي، هو تأملاتي في القضايا الإجتماعية وتحليل السلوكيات، والتعامل مع المشكلات المختلفة الأمر الذي ساعد في تهيئة فكرة لإعداد الرواية، وتوظيف فيها مجموعة من القضايا الحياتية الهامة والتي قد تعترض طريق أي فرد.

أما مصادر إلهامي في كتابة المقالات والأشعار فعادة تكون: الأرواح الجميلة المحاطة بنا والمواقف المؤثرة سواء كانت حزينة أو سعيدة كذلك الموسيقى، البحر، ولابد من الإشارة إلى أن جميع كلماتي تصب في قالب تطوير الذات وتعزيز الصحة النفسية للأفراد.

ماهي الأهداف الأخلاقية أو الرسائل الموجودة في هذه الرواية؟

سعيت في هذا العمل، إلى أن أوجه للقارىء رسائل عميقة بين السطور مضمونها، كيفية التعامل مع الألم والخيبات التي يتعرض لها الفرد في حياته، والأهم هو القدرة على خلق الأمل من رحم الألم والصبر على مفاجآت الحياة غير المتوقعة، والسعي لتكوين قناعات في الفكر تتسم بالإيجابية وانتظار القدر الأجمل.

كما إن عنوان الرواية "بديع المحيا" بحد ذاته، يتضمن رسالة مبطنة مفادها: "أن مانراه من الأفراد من وجوه منمقة وبديعة لا شرط أن يتفق مع باطنهم، لذا علينا أن نحذر لأن الباطن قد يكون سيئا جدا".

أين تقع الورقة الرابحة في الرواية؟

الفصل الأخير واستمتعت بالكتابة فيه كثيرا لأنه اختزل معاني عميقة وقد ترجمت فيه ملخص الأفكار التي أتمنى أن تصل للقارىء ويستفيد منها في صياغ حاجته الفكرية.

وكان ملخصه: "أن الحياة رحلة قصيرة ، قد تقابل الكثيرين بالأقدار مريرة، وقد تتحدى الكثيرين في المواقف العسيرة، ولكن في الختام يلقى كل منا قدره ومصيره، فعندما يكسر قلبك ويتأوه كل مافي دربك، لن تجد منقذا لعجزك سوى ربك".

كيف يمكن أن تشرحي الصعوبات المعوقات التي واجهتك في خضم تجهيز الرواية للطرح؟

اعتقد بأني واجهت مجموعة من الصعوبات التي تشبه صعوبات أي كاتب يقبل على كتابت عمله الأول، وكانت التساؤلات تدور حول دور النشر، العقود وأنواعها، وما مدى جودة العمل وصلاحيتة للنشر.

وواجهت جميع هذه التساؤلات والتحديات عندما أصبح منتجي في يد الروائي جمال الخياط وهو من أشرف على هذه الرواية، واستفدت كثيرا من ملاحظاته القيمة نظرا لخبرته العريقة في مجال الأدب.

بعد الخوض وسط هذا المجال هل وجدتي الاستثمار الناجح مادياً أو ثقافياً؟

لم أعد عملي للاستثمار المادي وخاصة أنها أول تجربة، ولعل الربح الثقافي بالنسبة لي أعمق لأني محبة للثقافة واتمنى أكون أحد رواد المملكة مستقبلا في المجال الثقافي، وعززت روايتي هذا الجانب من خلال التواصل القريب مع أهل الإختصاص من الكتاب والأدباء والنقاد والجمهور القارئ، والاطلاع على مصادر الثقافة المتنوعة في مملكتنا والمشاركة في المحافل المتنوعة.

من كان داعمك الأساسي وهل يوجد روائيون وقفوا لتشجيعك على النجاح؟

الداعم الأساسي هو توفيق الله تعالى، ومن ثم إرادتي وعزيمتي في إصدار هذا المنتج الروائي، والذي جاء ضمن أحد أهداف خططي المستقبلية، وكذلك لا أنسى دعم و تشجيع الأهل والزملاء في المجال الأدبي ومجال الصحة النفسية، أبرزهم الأديب فواز الشروقي، الأديب راشد نجم وجمال الخياط ود.أحمد الأنصاري ، وكل من دعا لي وشجعني فقد أثرى في ذاتي المزيد من العزيمة و الإصرار.

برأيك ماهو المحرك الأساسي لجمهور الكتاب في البحرين؟

لا يمكن في مثل هذا الوقت تغافل دور وسائل الاتصال الإجتماعي وتأثيرها في التسويق، وكذلك قد يكون مكانة الشخص في المجتمع وموقعه ومدى تأثيره ومدى ثقة الناس في فكره، ويمكن إضافة دور المنتج نفسه إذا كان على قدر من النجاح ولكن لا يمكن النجاح من غير دور وسائل الإعلام المتنوعة.

رسالة ندى للعالم ماذا ستكون؟

نظرا لإيماني العميق بتأثير الكلمة على الأفراد سواء كانت كلمة مسموعة أو مقروءة، فإنني أشجع من لديه تجربة تستحق أن تكتب لايتردد، فالساحة الأدبية بحاجة إلى أطروحات قيمة وخاصة من قبل الشباب، وعلينا جميعا أن نستمر في الكتابة، وسأستمر بإذن الله أكتب لأولئك المختنقين بغبار الجروح ولايستطيعون أن يتنفسو إلا من خلال الكلمات.. ستظل الرواية رسالة.. الكلمات الصادقة أجمل وسيلة للتعايش مع الآخرين.