ريانة النهام

قال الاختصاصي النفسي الإكلينيكي محمد القاضي إن على الوالدين تقبل بعض الفوضى المتوقعة في بداية العام الدراسي الجديد، وعدم فرض النظام اليومي بقسوة تؤدي إلى كراهية الطالب للمدرسة، موضحاً أنه "من الأفضل بدء تنظيم النوم قبل بداية الدراسة بأسبوع على الأقل حتى يخفف من الصعوبات المتوقعة.

وأضاف أن "التنظيم من الصعوبات التي تواجه الطلاب بعد إجازة صيفية مليئة باللعب والمرح والحرية والانطلاق، قليلة الحدود والقيود، ما يؤدي إلى صعوبة تنظيم اليوم وترتيبه في الأسبوع الأول".

ورأى محمد أن التهيئة للعام الدراسي الجديد تزرع من خلال الحوار المفتوح مع الأبناء عن أهمية العلم في عصرنا الحالي، وأهميته لحياتهم المستقبلية، وأهمية العلم للأمم والأوطان، ومدى تكريم الأديان للعلم، وخلق حوار حر مع الأبناء عن توقعاتهم وطموحهم للعام الدراسي الجديد وما يودون تحقيقه، والاستماع لمخاوفهم وتصوراتهم حول الدراسة والزملاء والمدرسين وتطمينهم بأنهم لن يواجهوا مخاوفهم وحدهم وأنهم سيلقون الدعم الكافي لتخطي أي صعوبات يخشونها".

وعن تهيئة طلبة الصف الأول الابتدائي، قال محمد إن التلميذ في هذه المرحلة يظن أن المدرسة عالم كبير لا حدود له، وأحيانا ينسج من خياله عالماً مخيفاً يسبب له التهديد، فهو لا يمتلك المهارات اللازمة لمواجهة هذا العالم، في هذه الحال لا بد من تقديم الاحتواء البدني والقرب من التلميذ وتفهم مخاوفه، وتقديم الحب والرعاية اللازمة، وإخبار التلميذ أنه سيقابل زملاء جدد من نفس سنه سيلعب معهم ويشاركهم الأنشطة. ولا بد من إخباره أن المدرسة تضم معلمين طيبين متعاونين يقومون بأدوار تشبه أدوار الأب والأم في المنزل لتقديم الدعم لمن يحتاج، ومن الأفضل أن يظل الوالدان معاً إن أمكن بفناء المدرسة حتى يطمئن قلب الابن ويعتاد المناخ الجديد".

وأضاف "من الممكن الذهاب بزيارات ميدانية متكررة للمدرسة قبل بدء العام الدراسي ليألف الطفل المدرسة. ومن الطرق استخدام بعض الفيديوهات الوثائقية الموجودة على الإنترنت ليكون تصوره عن المدرسة قريب من الواقع".

وعن دور الوالدين في تهيئة أبنائهم، قال "الوالدان للأبناء كالدرع الواقي من المخاطر، وهما المصدر الأساسي للرعاية، وعليهما أن يشتركا معاً في توفير الحماية والرعاية، ولا بد من تأكيد هذا المعنى حتى يترسخ في نفوس الأبناء، فكلما تأكد الابن من وجود سلطة تحميه من المخاطر ومصدر عطاء لاحتياجاته الأساسية، كان مهيأ أكثر من غيره للمدرسة".

وعن المشاكل التي قد يواجهها الوالدان، قال محمد "أكثر المشاكل تتمثل في ضعف التحصيل الدراسي، والمشكلات السلوكية مع الأقران، وفي هذه الحالة يجب على الوالدين اللجوء إلى مختص لتشخيص الوضع، فقد يكون هناك أسباب تحتاج إلى تدخل اختصاصي مهني".