أصدر مجلس الشورى خلال جلسة الانعقاد الاعتيادية برئاسة علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى، بيانا ينعى فيه فقيد الوطن الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله.

وأكد المجلس الشورى أنَّ سموه رحمه الله يعد رمزًا وطنيًا قاد العمل الحكومي بكل حكمة وحنكة واقتدار ونهجٍ قويمٍ ومبادئ راسخة، فسموه رحمه الله القامة الوطنية التي جعلت الوطن والمواطن في أعلى سلم الأولويات على مدى خمسين عامًا من العطاء المتواصل.

وقال البيان إنَّ مشاعر الألم والحسرة التي أظهرها المواطنون بمختلف فئاتهم وشرائحهم، وعبارات التعازي والمواساة التي كُتبت في الأمير الراحل، تُقَدم دلالة كبيرة على المكانة العالية التي يحظى بها سموه في قلوب أبناء الوطن، وانعكاس لحجم العطاء والدور البارز الذي رسخه سموه رحمه الله، لإعلاء اسم مملكة البحرين.



وفيما يلي نص البيان..

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، بفقد الراحل الكبير، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته، يتقدم مجلس الشورى بأحر التعازي وخالص المواساة إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء، حفظه الله، ولأبناء وأحفاد سمو الأمير الراحل، والعائلة المالكة الكريمة، وشعب مملكة البحرين الوفي.

إن مجلس الشورى يقف إكبارًا وإجلالًا للمسيرة الحافلة التي قادها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وما قدّمه من عملٍ وتفانٍ كبير وعطاء امتد طيلة حياته، جعل مملكة البحرين منارةً ونموذجًا في شتى المجالات، فلقد كان رحمه الله ملهماً ومعطاءً، وقائداً فذاً وحكيماً، كرّس حياته لخدمة مملكة البحرين والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.

ويؤكد مجلس الشورى أنَّ سمو الأمير الراحل يعد رمزًا وطنيًا قاد العمل الحكومي بكل حكمة وحنكة واقتدار ونهجٍ قويمٍ ومبادئ راسخة، فسموه رحمه الله القامة الوطنية التي جعلت الوطن والمواطن في أعلى سلم الأولويات على مدى خمسين عامًا من العطاء المتواصل، وتمكّن سموّه رحمه الله من بناء مسيرة نجاحات وإنجازات شاملة، حتى أصبحت مملكة البحرين نموذجا يحتذى، وسموه رحمه الله متميزًا في القيادة المسؤولة والطموحة، التي لا تعرف الكلل والملل في تلبية احتياجات المواطنين، وتأمين الحياة الكريمة لهم.

إنَّ مشاعر الألم والحسرة التي أظهرها المواطنون بمختلف فئاتهم وشرائحهم، وعبارات التعازي والمواساة التي كُتبت في الأمير الراحل، تُقَدم دلالة كبيرة على المكانة العالية التي يحظى بها سموه في قلوب أبناء الوطن، وانعكاس لحجم العطاء والدور البارز الذي رسخه سموه رحمه الله، لإعلاء اسم مملكة البحرين.

لقد كان سموّه رحمه الله جامعًا لكل فئات وشرائح المجتمع البحريني، ويحرص على الالتقاء بهم عبر مجلسه الأسبوعي الذي يجسّد نموذجًا للمجتمع المتجانس والمتحاب، كما عُرف عن سموّه عبر التاريخ حُبه وقربه من الجميع، وحرصه على مشاركة أبناء الشعب في مناسباتهم المختلفة، وزياراته لمختلف المناطق والقرى ليطلع بكل اهتمام ومسؤولية على احتياجاتهم، ويوجه لتنفيذها وتضمينها في الخطط والبرامج الحكومية.

إننا في مجلس الشورى، نستذكر بكل فخرٍ واعتزاز، المساعي والجهود الحثيثة لصاحب السمو الأمير الراحل طيب الله ثراه، في تعزيز العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتوفير كافة سبل الدعم لتمكين الجميع من القيام بالدور المناط بهم بكل فاعلية وعطاء، لإيمانه الثابت بأن تكاتف الجهود والتعاون المستمر يحقق الريادة والنهضة الشاملة للوطن الغالي.

وندعو المولى عزَّ وجل أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا جميعًا الصبر والسلوان، وسيبقى رحمه الله حاضرًا في قلوب جميع أهل البحرين، وسيبقى رمزًا وطنيًا خالدًا.

ختامًا، نبتهل للمولى العلي القدير أن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء حفظه الله، ويسدد على طريق الخير خطاه في رئاسته لمجلس الوزراء، فسموه خير خلف لخير سلف، آملين لسموه المضي بكل عزيمة وإرادة ومواصلة مسيرة النهضة والتقدم في مملكة البحرين في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، ولتبقى المملكة واحة للأمن والأمان والسلام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.