قالت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء إنه يتزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة وتبذل الدول الجهود الكبيرة نحو استبدال مصادر الطاقة الاحفورية بمصادر طاقة نظيفة مثل طاقتي الرياح والطاقة الشمسية، ومما رفع مستويات هذا الاهتمام السباق المحموم نحو حماية كوكب الأرض من مخاطر الاحتباس الحراري والتي باتت معروفة للجميع وتسببت في السنوات الأخيرة في حدوث كوارث طبيعية كالحرائق الضخمة والجفاف والانهيارات الثلجية واختفاء طبقات الثلج من قمم الجبال التي طالما كانت مغطاة بها لقرون طويلة، بالإضافة لارتفاع مستوى سطح البحر مما يعرض الدول الجزرية لمخاطر جمة.

وبينت الهيئة أن مملكة البحرين ولكونها عنصرا فاعلا في المجتمع الدولي قد بادرت ومنذ سنوات في اتخاذ مجموعة من الخطوات التي تسهم في التقليل من مسببات الاحتباس الحراري، من ذلك اعتماد معايير قياسية لمجموعة واسعة من التكنولوجيات للتقليل من استهلاك الكهرباء في المباني وفي مجالات الصناعة. لقد أولت مملكة البحرين اهتماما بالغا بزيادة استغلال الطاقة المتجددة الأمر الذي توج بتأسيس هيئة الطاقة المستدامة. ان هذه المساعي تمثل جزء رئيسيا في جهود المملكة لتحقيق أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والمتمثل في زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية.

الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء قالت وانه ضمن مساعيها لتقديم خدماتها لمختلف القطاعات بما يوفر المعلومات الدقيقة والحديثة لصانعي القرار قامت بإعداد دراسة بحثية حول استغلال البيانات والصور الفضائية في تقدير الطاقة الكهربائية المنتجة من خلايا الطاقة الشمسية التي يمكن تثبيتها على أسطح مختلف المباني في مملكة البحرين مستغلة في ذلك أدوات وأنظمة المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.



وبينت الهيئة أن هذه الدراسة البحثية تأتي كعنصر مساند لخطة العمل الوطنية لكفاءة الطاقة (NEEAP) المعلنة في عام 2017، ووفقا لهذه الدراسة يمكن توفير الطاقة المستدامة في البحرين من خلال العديد من المواقع ومن أهمها أسطح المباني السكنية والتجارية والمباني الحكومية، وقد قدمت الدراسة معلومات دقيقة حول أكثر تلك المواقع انتاجا للطاقة في حال تم تثبيت خلايا الطاقة الشمسية عليها، مما يوفر لصناع القرار في الجهات ذات العلاقة معلومات غاية في الأهمية تسهم في تعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة، كما اشتملت هذه الدراسة على مجموعة من التوصيات المرتبطة بالمعايير القياسية واشتراطات البناء وغيرها من التوصيات التي تسهم في تحقيق أكبر قدر ممكن الاستفادة من مصادر الطاقة النظيفة.

ومن الأمثلة التي قدمته الدراسة البحثية تحليل لمستويات الاشعاع الشمسي الساقط على أسطح المباني في احدى الجزر بما يحدد المناطق الأكثر كثافة وبالتالي تحديد أفضل المواقع التي يمكن تثبيت خلايا الطاقة الشمسية عليها، كما بينت الدراسة من خلال استغلال الصور الفضائية المواقع الأقل من حيث الكثافة مع بيان العوامل المقيدة لذلك مثل ضل المباني المجاورة، أو ميلان الأسطح، أو وجود الأشجار وما إلى ذلك. وقد تضمنت الدراسة إنشاء قاعدة بيانات مبنية على المواقع الجغرافية للمباني وارتفاعها ومستويات الإشعاع الشمسي الساقط على اسطحها، كما اشتملت على تقدير للطاقة الكهربائية التي يمكن إنتاجها من خلايا الطاقة الشمسية التي يمكن تثبيتها على مختلف أسطح المباني.

الجدير بالذكر انه تم انتاج ورقة بحثية من هذه الدراسة، وقد شاركت بها الهيئة مؤخرا في مؤتمر دولي من ضمن مساعيها في اشراك منتسبيها في نشر أبحاثهم في مجلات محكمة ومؤتمرات متخصصة في مجال علوم الفضاء وتحليل البيانات والصور الفضائية.