جدة - كمال إدريس

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي خططا لوجهة سياحية الفاخرة على ساحل البحر الأحمر ستقوم بـ "إرساء مفهوم جديد كلياً للسياحة المتركزة حول النقاهة والصحة والعلاج".

وأطلق على المشروع اسم "أمالا" والذي سيكون بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "وجهة سياحية فائقة الفخامة".



ويعد "أمالا" أحد المشروعات التي أعلن صندوق الاستثمارات العامة الرامية ويهدف إلى إرساء مفهوم جديد كليًا للسياحة الفاخرة المتركزة حول النقاهة والصحة والعلاج.

وبحسب البيان فان المنطقة ستكون "ريفيرا الشرق الأوسط نظراً لكونها امتداداً طبيعياً لمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل".

وأوضح البيان أنه سيتم وضع حجر الأساس في الربع الأول من عام 2019 وتدشين المرحلة الأولى منه نهاية عام 2020، وسيتم الانتهاء من المشروع بحلول عام 2028.

واكد صندوق الاستثمارات العامة أن "أمالا إلى جانب مشاريع نيوم والبحر الأحمر يمثل جزءاً من محفظة المشاريع السعودية العملاقة التي تسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات وتطوير منظومة جديدة للسياحة في المملكة، وتعظيم دورها في دعم التنويع الاقتصادي".

وستكون "أمالا" محركًا مهما للاستثمار المحلي والأجنبي المباشر، ومحفزًا للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل على الساحل الشمالي الغربي للمملكة إلى دعم تنويع صناعة السياحة في المملكة بما يتوافق مع رؤية 2030، مع تعزيز الحفاظ على الثقافة والحفاظ على البيئة والاستدامة.

ويتوقع أن يوفر المشروع 22 ألف فرصة عمل في قطاعات الضيافة والسياحة والترفيه والبيع بالتجزئة، بالإضافة إلى الفرص التي تم توفيرها في مجالي الإنشاءات والصناعات الفرعية.

ويهدف "أمالا" إلى إرساء مفهوم جديد كليًا للسياحة الفاخرة المتمركزة حول النقاهة والصحة والعلاج، وتقديم خدمات نوعية وحصرية، وفق أفضل المعايير العالمية وفي منطقة واحدة.

ويوفر "أمالا" أجواء مثالية ويمتاز بمناخ معتدل على مدار العام، ويحتل موقعًا مركزيًا بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يساهم في الارتقاء بمفهوم الفخامة إلى مستوى غير مسبوق، عبر توفير باقة من التجارب العصرية الفريدة.

ولن يكون "أمالا" أحد خيارات المسافرين الباحثين عن تجربة سياحية فاخرة لا سيما في السياحة المتمركزة حول النقاهة والصحة والعلاج، وإنما سيصبح خيارهم الأول والأبرز، بما يتميز به المشروع بموقعه ومناخه اللذين يجعلان منه المقصد الأمثل لقضاء العطلة.

وتمتاز "أمالا" بتنوع عروضها التراثية والطبيعية، حيث يتيح للضيوف زيارة مواقع تاريخية مذهلة، مثل مدائن صالح، والعلا، عدا عن فرصة استكشاف الشعاب المرجانية الفريدة للبحر الأحمر والتي تعد واحدة من أقدم المنظومات البيئية في العالم التي لا تزال تحتفظ بجمالها الفطري.

ويعد أحد أفضل الوجهات للغوص واليخوت في العالم، وامتدادًا طبيعيًّا لموسم اليخوت الحالي في منطقة البحر المتوسط، "مرافئ ومراس طبيعية - شواطئ - تجارب غوص غامرة - برامج للحفاظ على الحياة البحرية".

ويقع "أمالا" على امتداد الساحل الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية، وتشمل تطوير ثلاثة خلجان رائعة، وجزيرة طبيعية، والساحل المقابل لها، ويؤسس المشروع لوجهة سياحية فائقة الفخامة، متخصصة في النقاهة والصحة والعلاج، وترتكز على ثلاث تجارب أساسية:

* الصحة والرياضة: سيوفر "أمالا" أول مجمع متكامل فائق الفخامة مرتكز حول النقاهة والصحة والعلاج والرياضة في العالم، حيث يضم منتجعات صحية متقدمة حديثة، وعلاجات مصممة للاستفادة من الأصول المحلية. وسيركز العرض الرياضي على تدريبات الأداء والرياضات التنافسية في مجالات الفروسية، وسباق الإبل والصقور، فضلًا عن إنشاء أكاديمية ونوادٍ للجولف، وتبني مفهوم المركبات الصديقة للبيئة، والمغامرات الشيقة.

* الفن والثقافة: يضم المشروع مركزًا للفنون تتلاقى في أرجائه أصداء الفن المعاصر مع عجائب المملكة العربية السعودية، ويعتمد هذا العرض على 4 عناصر تصميمية رئيسية: الفن المعاصر، مجمع للفنانين وفق نمط حياة الريفيرا، لحظات فنية غامرة، وفن الأرض لتحسين المشهد الطبيعي.

* البحر والشمس ونمط الحياة: ستصبح "أمالا" واحدة من أفضل مناطق الغوص في العالم؛ حيث ستعيد تجربة الغوص لتصبح مركزًا متميزًا، للحياة البحرية. وستكون وجهة رائعة لليخوت، وتساهم في تمديد موسم اليخوت من خلال توفير مناخ ملائم وتجهيزات فريدة على مدار العام.

وسيتم تطوير مشروع "أمالا" في ثلاثة مواقع ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية على الساحل الشمالي الغربي للسعودية. وستتجاوز مساحة المشروع 3800 كيلومتر مربع، مع خيارات وصول متعددة ومطار مخصص.

وسيصبح "أمالا" وجهة سياحية فائقة الفخامة، تستهدف خارطة السياح الباحثين عن تجربة ترفيهية فاخرة، والمقدر أعدادهم بـ5.2 مليون مسافر، كما أنه سيصبح وجهة جديدة للسياح الباحثين عن تجربة ترفيهية فاخرة، بجمعه بين تجارب النقاهة والصحة والرياضة، والطبيعة والتراث، ونمط الحياة "التسوق، والطهي" والفنون والثقافة، وسيشكل وجهة مميزة على مدار العام تستفيد من التراث الفريد للمنطقة ومعالمها الطبيعية المثيرة للاهتمام.

وفيما يتعلق بالغرف والإقامة، سيوفر "أمالا" مجموعة واسعة من خيارات الإقامة الفاخرة التي تواكب الأذواق والمتطلبات المختلفة للضيوف، وسيضم منشآت فندقية ووحدات سكنية، مع إتاحة الفلل والشقق السكنية للشراء.

وكذلك سيتم تطوير برنامج مخصص للمطاعم والمقاهي ومتاجر البيع بالتجزئة، لمنح الزوار تجربة لا مثيل لها.

وسيوفر المشروع إجمالًا نحو 2500 غرفة وجناح فندقي و700 فيلا سكنية، بالإضافة إلى أكثر من 200 متجر راقٍ للتجزئة، ومجموعة من المعارض المميزة، وصالات العرض، وورش العمل الحرفية، ومحلات البيع بالتجزئة التي تدعمها مجموعة واسعة من المطاعم والمقاهي العالمية والمحلية الفريدة.

وسيتكفل صندوق الاستثمارات العامة بالتمويل الأولى للمشروع وتطويره، فيما يتم إشراك القطاع الخاص، والمستثمرين في ضخ التمويل المتبقي وأعمال التطوير والتشغيل لمرافق المشروع المختلفة.

ومن المقرر أن يتم وضع حجر الأساس في الربع الأول من عام 2019، على أن تفتتح المرحلة الأولى منه في الربع الأخير من عام 2020، لينتهي المشروع بالكامل في 2028.

وأعلن الصندوق تعيين خبير الضيافة الفاخرة والتطوير نيكولاس نيبلز رئيسا تنفيذيا لمشروع "أمالا" ليتولى مسؤولية تطوير الاستراتيجية والإشراف على سير العمليات في المشروع.

وعلق نيبلز، قائلا "سيوقظ مشروع أمالا مخيلة العالم، عبر إعادة صياغة المفهوم الحالي لتجربة السياحة الفاخرة، وخصوصا في مجالات النقاهة والعلاج والاستجمام، ويتمثل مفهومنا بتقديم عرض غني يلبي الاحتياجات الفردية للعملاء، ويقدم خدمات متكاملة".

وأضاف "يمثل المشروع سلسلة متكاملة وفريدة من نوعها في العالم لمفهوم المصحات والسياحة العلاجية، في منظومة متكاملة من المناظر الطبيعية والمرافق والخدمات المساندة".

وتابع "سيواكب العرض الحصري لمتطلبات النقاهة، بكافة أشكالها، عروضا فنية وثقافية ورياضية وفي مجال الموضة والصحة، وبذلك سيوفر تجربة مصممة خصيصا لمواكبة أسلوب الحياة الراقي والفاخر الذي ينشده الضيوف".

ويأتي مشروع "أمالا" كمحرك رئيسي لدفع عجلة التنويع الاقتصادي، وإيجاد فرص استثمارية للقطاع الخاص المحلي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، للمساهمة في تطوير قطاع السياحة في المملكة، انسجاما مع رؤية المملكة 2030.

ويدفع ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خطة إصلاح اقتصادية واجتماعية اطلق عليها اسم "رؤية 2030" طرحها عام 2016 وتهدف إلى جذب الاستثمارات الخارجية وتنويع الاقتصاد لوقف الارتهان التاريخي للنفط.

وأعلنت السلطات السعودية أنها ستبدأ إصدار تأشيرات سفر للسياح الراغبين في حضور فعاليات رياضية وثقافية اعتبارا من ديسمبر المقبل، في قرار غير مسبوق يهدف إلى إطلاق قطاع السياحة بالمملكة.