إرم نيوز


عفت عائلة سعودية تقطن في جنوب المملكة، اليوم الأحد، عن قاتل ابنها، في نهاية غير متوقعة لجريمة قتل شهيرة وقعت قبل نحو 20 عاما وفشلت خلالها محاولات عديدة لطلب الصفح، ما يعني أن حكم الإعدام لن ينفذ في الجاني.

وتحكم القوانين السعودية على المدانين بجرائم القتل، بالقصاص، والذي يعني معاقبة الجاني بفعلته، أي إعدامه، لكن عفو ذوي المقتول عن القاتل في بعض تلك الأحكام يجنبه مواجهة ذلك المصير.

واستجابت عائلة القتيل، ويدعى مهدي بن سالم بن شثين آل معجبه، لوجاهات قبلية حضرت لمكان إقامتهم في وادي يتم بمحافظة ثار (140كم شمال نجران)، وقررت العفو عن القاتل محمد بن صالح أبو خشم آل مطلق.

وأظهرت مقاطع فيديو من المكان، تجمعا لعدد كبير من وجهاء القبائل مع ذوي القتيل ووجهاء قبيلته، وحوارا بين الطرفين، قبل الإعلان عن العفو الذي أعقبته الأهازيج والصراخ والدعاء تعبيرا عن الفرح بتلك النهاية.

وتداول مغردون سعوديون كثر، مقاطع الفيديو تلك، وسط إشادات بقرار عائلة القتيل التي جاءت بعد عدة محاولات مماثلة في السنوات الماضية، قبل أن تستجيب عائلة القتيل وتعفو عن القاتل.



ووقعت الجريمة قبل نحو 20 عاما، عندما نشب خلاف بين الجاني محمد صالح أبو خشم والمجني عليه، مهدي بن سالم بن شثين، انتهى بمقتل الأخير بعدة طلقات نارية أودت بحياته على الفور.

وشهدت السنوات الماضية محاولات لافتة لإقناع عائلة القتيل بالعفو، وبينها مناشدة والدة القاتل، وتدعى سعيدة بنت حمد، في مقطع فيديو، حيث تلقى مثل تلك المناشدات استجابةً عند القبائل في كثير من الأحيان.

كما تم تأليف قصائد وأغاني تحث عائلة القتيل على العفو، وهو أيضا أسلوب رائج في هكذا حوادث، حيث للشعر مكانته بين القبائل، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل سابقا رغم أنها أكسبت الجريمة شهرة عند كثير من السعوديين.

وظهرت والدة القاتل عقب إعلان العفو عن ابنها، لتشكر عائلة القتيل على قرارها، وقد أمسكت براية بيضاء اللون، وهو تقليد قبلي أيضا يستخدم للاحتفاء والإشادة والشكر.

وتشهد المملكة على الدوام، مبادرات عفو مماثلة، حيث يشارك شيوخ القبائل ورجال الدين وأمراء ومسؤولون من الأسرة الحاكمة، في وجاهات تستهدف إقناع عائلة القتيل بالعفو عن القاتل مقابل مبلغ مادي يطلق عليه اسم ”ديّة“ أو دونه، بهدف تجنيبه الإعدام.

وشهد العام 2016، إعدام أمير سعودي شاب، بعدما أدين بقتل شخص خلال مشاجرة، إذ رفضت عائلته العفو عن القاتل حينها.