مع صعود جرائم السرقة بشكل كبير في لندن، وآخرها كان الأسبوع الماضي في متجر مجوهرات في ريتشموند، كتبت صحيفة التليغراف البريطانية تقريراً عن كيفية تحولت لندن إلى ما أسمته «منطقة حرب لسرقة الساعات»، حيث كشفت أن أحد المحققين، يدعى كريستوفر مارينيلو، دخل في نزاع مع دار مزادات سويسري «أنتيكوروم» لإعادة ساعة ريتشارد ميل تقدر بـ260 ألف جنيه إسترليني مسروقة من عميله البريطاني، وأن ساعات عديدة مسروقة تُعرض في شارع مونت بلان في قلب جنيف، وأن هناك مزادات أوروبية أخرى تعمل على هذه الساعات المسروقة، وأيضاً يمكن شحنها لدول في الشرق الأوسط، حيث تباع في بعض الأسواق هناك.

وتم تسجيل قيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني من الساعات الفاخرة على أنها مفقودة أو مسروقة العام الماضي، وفقاً لقاعدة بيانات سرقة الساعات العالمية، و300 ساعة منها تمت سرقتها في لندن وحدها.

ويقول المحقق مارينيلو إنه يتعامل مع قضايا سرقة الساعات في جميع أنحاء العالم، ولكن لندن أصبحت بحسب وصفه «منطقة حرب عندما يتعلق الأمر بالسلع الفاخرة»، وأنه يبلَّغ بحالة جديدة في لندن مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، واستطاع استعادة عشرات الساعات المسروقة في بريطانيا، وبضائع بملايين الجنيهات، ولكن استرداد القطع من المزادات هو الجزء الأصعب من وظيفته.

وأكد أنه تواصل مع شركة المزاد السويسري «أنتيكوروم» لاستعادة ساعة ريتشيل ميل، مع إعطائهم رقمها التسلسلي، وأزالوا الساعة من المزاد، لكنهم أرجعوها لمن أحضرها للمزاد، وعندها اختفت الساعة.

وأضاف أن القضاء السويسري حمل دار المزادات المسؤولية عن اختفاء الساعة، رغم أن شركة المزاد حاولت إلقاء اللوم على شركة تابعة لها في هونغ كونغ، والتي ادعت أنها كيان منفصل عنها.

ويقول مارينيلو إن أغلب السرقات في لندن تنفذها عصابات منظمة، وباتت أكثر عنفاً الآن، وأكدت «التليغراف» أن ذلك بات واضحاً مع سرقة متجر في ريتشموند، والذي راح ضحيته شاب يدعى أوليفر وايت تعرض للخنق، واستطاع منفذو الهجوم الفرار وبحوزتهم بضائع تقدر بـ2.8 مليون جنيه إسترليني.

وأكد مارينيلو أن هذا التطور للسرقات العنيفة في غرب لندن متزايد، وقد رأى بنفسه لقطات لعملاء يتعرضون للضرب أمام منازلهم بسبب ساعاتهم.

ورغم أن الشرطة البريطانية أكدت –على لسان ناطقها الرسمي– أنه تم اتخاذ إجراءات رادعة، وتحريك دوريات في المناطق التي تشتهر بالسرقة، وأيضاً عمليات استخباراتية لاستهداف المجرمين المعروفين، فإن المحقق مارينيلو يرى أن هذه التكتيكات من قبل الشرطة البريطانية مجرد «حيل» إعلامية، لأن الشرطة البريطانية أصبحت محل انتقاد كبير.

وأكدت «التليغراف»، أن العديد من الأشخاص، ومنهم أثرياء ومشاهير أعلنوا أنهم لم يعودوا يلبسون ساعاتهم أو خواتمهم الثمينة أثناء خروجهم في لندن.