زهراء حبيب


أكد مهتمون بشؤون الخيل ومربو مواشٍ، أن تبعات ارتفاع أسعار نخالة القمح «الشوار» ما زالت مستمرة وبأوجه مختلفة أحدثها الأمراض التي تتعرض لها المواشي بسبب نقصه، ومعاناة بعض مربي الخيول من وفاة عدد منهم بسبب التوجه إلى البدائل وتغير الطعام بصورة مفاجئة، في حين زاد سعر الكيس الواحد إلى ما بين 5 و6 دنانير بسبب قلة الكميات المتوفرة.

وأضافوا لـ«الوطن»، أن ارتفاع أسعار «الشوار» سيهدد البعض بالعزوف عن هذه المهنة التي تساهم بصورة مباشرة في توفير الأمن الغذائي، الذي بات مطلباً أساساً على المستويين المحلي والإقليمي.

وأكد أحمد مكي، وهو أحد مربي المواشي، أن ارتفاع أسعار «الشوار» جاء ليكمل معاناة المربين الذين يعانون شح الأراضي المخصّصة لهذا القطاع الحيوي، وإغلاق البيطري الحكومي للمربين والذي كان الحصن المنيع لتفادي انتشار الأمراض بين الحيوانات، والآن جاء تضاعف سعر النخالة 100% في ظل إمكانيات قليلة لدى المهتمين في هذا الشأن.

ويعمل مكي أكثر من 15 عاماً في تربية المواشي، وعاصر الكثير من الأزمات التي مرت على المربين منها عدم وجود أراضٍ متخصصة لتربية المواشي، والانتقال من موقع لآخر بسبب الزحف والتطور العمراني في معظم مناطق البحرين.

وأوضح مكي، أن المواشي تعتمد بنسبة أساسية على «الشوار» وفي ظل عدم توفيره من قبل الموزعين بسبب ارتفاع سعره إلى 4.4 دينار وقد يصل سعر إلى 5 دنانير مع التوصيل مقابل 2.2 دينار، فقد سبّب انخفاضاً في الطلب عليه، ما اضطر المربين إلى إيجاد البدائل من بقايا الطعام والخبر «اليابس» وخلط عدد من المواد الغذائية لسد النقص الغذائي لدى مواشيه.

ولفت، إلى أن بعض الآثار الجانبية لنقص تناول الغذاء الأساسي «الشوار» تظهر على الخيول، بظهور علامات سوء التغذية «الهزال» وهو ما يهدد بنفوقها مع الوقت، مبيناً أن ارتفاع سعر «العلف» سينعكس على أسعار المواشي.

وأوضح أنه يحتاج في الشهر، إلى نحو 300 دينار لتوفير «الشوار»، بعد أن كان لا يتجاوز 150 ديناراً، منوهاً إلى أن الشركة فاجأت المربين بهذا الأمر ولم تمنحهم مهلة مسبقاً للاستعداد وإيجاد الحلول البديلة للمربين في حال عجزوا عن توفير الميزانية لاستمرار عملهم في هذا القطاع.

فيما خسر عدد من مربي «الخيول» ما يمتلكونه من خيول، بسبب استبدال نظامهم الغذائي بصورة مفاجئة، وهو سبب رئيس لتعرضهم إلى أمراض في الأمعاء ووفاتهم بعد عدة ساعات، وفقاً لما أكده محمد مهدي صاحب إسطبل لتربية الخيول، والذي خسر أحدهم في اليومين الماضيين لذات السبب.

وأشار، إلى أن الخيل حيوان حساس جداً تجاه النظام الغذائي، ويعتمد على «الشوار» بنسبة أساسية بواقع 75% فيما تعدّ بقية المأكولات مكملات غذائية.

وأوضح، أنه بعد ارتفاع سعر «الشوار» وتراجع المعروض اضطر إلى إعداد وجبة من مواد غذائية «مخلوطة» بنسبة 100%، ما أسفر عن تعرضه لمرض معوي وانتفاخ بالبطن ووفاته بعد 10 ساعات، رغم تلقيه العلاج والعناية من قبل الطبيب البيطري.
وعن أسباب قلة «الشوار» في السوق، أوضح مهدي، أن الطلب تراجع لدى الموزعين بعد أن وصل سعره إلى 5 دنانير للكيس الواحد، وأصبح من المنتجات الشحيحة في السوق.
فيما تطرق أيمن مهدي صاحب أحد إسطبلات تربية وتنظيم رحلات للخيول، إلى فكرة استيراد «العلف» في حال تقطعت السبل أمام المربين كبديل، مؤكداً أن هذه الفكرة ليست جديدة لكنها غير ناجحة كون السعر يفوق 6 دنانير للكيس الواحد.

ونوّه، إلى أنه كان في السابق يحتاج إلى ميزانية شهرية تصل إلى 220 ديناراً لتوفير 100 كيس «شوار» للخيول لكن اليوم يحتاج إلى 440 ديناراً شهرياً بدون رسوم التوصيل في ظل ارتفاع السعر بنسبة 100%.

ولفت مهدي، إلى أن الحصان الواحد يحتاج ما بين 8 إلى 9 أكياس من نخالة القمح شهرياً، كونها الوجبة الرئيسة اليومية لهم ويعد الشعير والتمر من المكملات الغذائية.
وأشار، إلى أن الثروة الحيوانية اتخذت إجراء مع مربي المواشي وإسطبلات الخيل خلال العام الماضي، تتمثل في عدم السماح باستلام كميات من «الشوار» إلا بعد التأكد من عدد المواشي والخيول ووضعهم الصحي في الإسطبلات.