في غزة، لا تعرف الصواريخ الساقطة من طائرات الاحتلال صغيرا أو كبيرا، رجل أو إمرأة، طفل أو كهل، هي لا تغادر صغيرة أو كبيرا.

رصاص بنادق العدو، مدفعيته، دبابته المصفحة، وطائراته التي تسبق الصوت والزمن، يلاحقون أبرياء القطاع المحاصر، من مدينة إلى أخرى، من حي إلى حي، في كل شارع أسقطوا عليهم الموت، وفي كل يوم منذ 312 يوما، حرموهم النوم هانئين، سرقوا قوت يومهم، وشتتوا أسرهم الدافئة.

هذا الإرهاب الإسرائيلي، قتل الآلاف، ارتكب مئات المجازر يوميا، قصف النائمين، قصف المصلين، وأطلق الرصاص على الجوعى وهم يحفرون الصخر بحثا عن قوت أبنائهم.

ولم يظمأ العدو من شلال الدماء، لم يقتص من أبناء غزة الصامدين، حتى وصل الأمر إلى استهداف الحجر قبل البشر، والبرهان، ارتكاب جيشه صباح الثلاثاء جريمة جديدة ضحيتها أطفال رضع.

قبل طفلتيه للمرة الأخيرة

محمد أبو القمصان، النازح من مدينة غزة في دير البلح، استيقظ صباحا وكل فؤاده أمل بغد أفضل؛ رتب هندامه وعانق زوجته، قبل أن يقبل طفلتيه النائمتين، ثم سار نحو الطريق ليسجل الملكان النائمان ويستخرج لهما أوراق ثبوتية رسمية.

محمد الذي خرج من منزله مبتسما، لكنه عاد مصدوما مذهولا؛ لقد وجد صواريخ السماء قد أسقطت على زوجته وطفلتيه.

‏التوأم آسر وآيسل ولدا فقط قبل 3 أيّام، وارتقيا صباح اليوم شرق دير البلح، رفقة والدتهم وجدتهم، ليكونا شاهدين جديدين على جرائم الاحتلال التي لا تنتهي وظلم العالم المتواطئ في عملية الإبادة المستمرة في حق الشعب الفلسطيني.


صور