زكية البنعلي

بعد أن عزف الناس فترة من الزمن عن جمال الخط العربي واعتبروه ماضياً انقضى، واستبدل بعضهم حرفة اليد بجماد الآلة، يعود الخط العربي ليدخل مجالات فنية مرتبطة بالعمران والملابس والفن التشكيلي، وتعلن اليد انتصارها على التكنولوجيا فتصنع من كل حرف آلاف اللوحات والرموز.

يقول عضو الاتحاد العالمي للخط العربي الخطاط إبراهيم عبيد إن "حب الناس للخط العربي هو حبهم لدينهم وللقرآن الكريم وللجمال، ومن طبيعة الإنسان أن يرجع لأصوله مهما ابتعد. حاولت الأجهزة أن تحل محل الخط العربي لكنها لم تصمد طويلاً".



ويضيف "الخط العربي يستخدمه الفنانون التشكيليون في كثير من لوحاتهم، لما له من بصمة جميلة، وكثير من الفنانين العالميين قالوا إن النقطة التي وصلنا لها في الفن وجدنا أن الخط العربي وصل لها قبلاً. فالحروف العربية تعطي انسيابية في الرسم والكتابة، وتمنح زوايا لا تصل لها الخطوط الأخرى".

وعن تأثير التكنولوجيا وعصر السرعة، يقول عبيد إن الخط العربي المخطوط باليد تأثر بالتكنولوجيا فترة من الزمن، قبل 15 سنة تقريباً وعزف الناس عن الخط العربي باستثناء قلة قليلة. لكنه يعود اليوم بقوة فصار الناس يستخدمونه في لوحاتهم الفنية الآن ويشتاقون له وبدأ الفنانون يبدعون، لأن الخط العربي معطاء ويساعد الفنانين في الزخرفة على أبسط الأشياء مثل الأواني المنزلية وفناجيل القهوة، بل صار يرسم على الملابس والعبايات والمسارح وفي الأعراس والتوزيعات والمناسبات الوطنية، وصار الناس يبحثون عن شعار خاص لهم بالخط العربي. وصارت أسماء العوائل تكتب بخط اليد، ولكل عائلة أوانيها المخطوط عليها اسمها (..) ومن الخطوط المرغوبة هذه الأيام الديواني لأنه أسهل ويسمح بإبداع أكبر. ويمكن للخطاط أن يترك سراً في الخط يعرفه الخطاط وصاحب الطلب فقط".

وبخصوص مكونات الحبر العربي، يوضح عبيد "هي عبارة عن ماء ورد ومسك وصمغ عربي ولون. وماء الورد يعتبر طيباً والمسك كذلك، ويستخدمان لإخفاء رائحة الصمغ العربي حين كتابة القرآن".

فيما يحذر عبيد من المادة المصبوغة على الأواني المنزلية التي لا تدخل في الحرارة، "فالأواني التي تطبع بالخط اليدوي تتكون من مادة مصبوغة أغلبها غير سليمة، لذلك يجب أن تتعرض المادة للحرارة لتكون مع الإناء كتلة واحدة".