باريس - لوركا خيزران

أعلنت الهيئة العامة للثقافة في المملكة العربية السعودية، مشاركتها بجناح خاص في مهرجان "كان" السينمائي بفرنسا، حيث يتولّى المجلس السعودي للأفلام عرض 9 أفلام سعودية لمبدعين شباب من الجنسين، وذلك بهدف فتح نوافذ للاتصال بين المواهب المحلية وصناع السينما العالميين الموجودين في المهرجان.

وقالت الهيئة في بيان لها إن المشاركة هي أول تمثيل سعودي رسمي في تاريخ هذا المحفل العالمي الكبير، وإنها ستكون رمزية بعرض تسعة أفلام سعودية قصيرة، وتنظيم لقاءات مهنية في إطار النسخة الـ71 لمهرجان كان، الذي بدأت فعاليته الثلاثاء الماضي، ويستمر حتى 19 مايو الجاري.



وبعد يومين على انطلاق مهرجان "كان" السينمائي الذي يعد أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم، تلقي "الوطن" نظرة على الأفلام السعودية الـ 9 المشاركة بالمهرجان:

"لا تروح بعيد"

تدور أحداث فيلم "لا تروح بعيد" عن ضياع شاب مصاب بمرض ذهني في محطة أنفاق بنيويورك. والعمل إهداء من المخرجة مرام إلى أخيها المصاب بإعاقة عقلية. وقد درست مرام الإخراج السينمائي، وتخرجت في جامعة بوسطن الأمريكية، وأخرجت أفلاماً قصيرة عدة خلال فترة دراستها.

"القط"

يتناول فيصل شديد العتيبي، مخرج الفيلم، في "القط" حكاية فن القط العسيري الذي يستخدم في تزيين المنازل من الداخل في منطقة عسير، ويعبر عن الحالة الفنية للمرأة العسيرية، وهو من إنتاج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وتم عرضه للمرة الأولى عالمياً في إستديوهات باراماونت بهوليوود في لوس أنجلوس ضمن فعالية أيام الأفلام السعودية.

"الكيف"

فيلم قصير مدته 12 دقيقة، يأخذ المشاهدين في رحلة بصرية توثق جمال القهوة العربية، وارتباطها بالثقافة السعودية من صحاري الرياض إلى جبال جازان، وهو من إخراج صبا اللقماني. ودور أحداثه حول شرب القهوة، وأهميتها في البيت السعودي، وكيفية تقديمها للقريب والغريب، من خلال 14 دقيقة تستعرض فيها اللقماني هذه التفاصيل.

"كبش فداء"

تدور أحداث فيلم "كبش فداء" في 22 دقيقة حول صراع روائي ناجح ذات مرة مع شياطينه الداخلية الباطنية في محاولة منه لاستعادة الإبداع الذي يبدو أنه فقده، وهو للمخرج طلحة عبدالرحمن.

"تعايش"

يتناول فيلم "تعايش" في 15 دقيقة، حياة ناصر، الطالب السعودي المبتعث، الذي ذاق الأمرَّين عند مشاركته السكن مع طالب سعودي آخر من طائفة مختلفة.

"الظلام هو لون أيضاً"

جرى تصوير فيلم "الظلام هو لون أيضاً" للمخرج مجتبى سعيد، في الغابة السوداء بألمانيا. وعنوان الفيلم مستلهم من نصوص قاسم سلطان، وهو من بطولة الممثل الألماني أودلفو أوسور "85 عاماً".

يدور حول قصة صيّاد يحاول مواجهة شبح التقدّم في العُمر ولكن دون أي جدوى. وعلى الرغم من فشل محاولاته، إلا أنه يمرّ بأزمة هوية ويبدأ في التساؤل عن مغزى العالم من حوله والغابات والمساحات الشاسعة التي أمضى فيها أيامه. وبعد يومين من اختفاء كلبه "بيركو"، يغوص في عمق الغابة بحثاً عن كلبه الضائع لتبدأ رحلته الجديدة في عالم الطبيعة الذي لطالما أحبّه وتعلّق به. وأثناء بحثه، يبدأ بسماع أصوات النباح فيتعمق في بحثه ويتوجه لمناطق أبعد وأبعد داخل الغابة. فهل سيتكشف أسرارها التي غابت عنه طوال هذه السنين؟

"وسطي"

يتناول فيلم "وسطي" أحداث مسرحية "وسطي بلا وسطية" في 34 دقيقة، التي عرضت في جامعة اليمامة عام 2006. وقد عرض الفيلم في لوس أنجلوس في إستوديوهات "بارامونت" ضمن فعاليات الأفلام السعودية.

وهو فيلم روائي طويل مستوحى من قصة حقيقية، حدثت قبل عقد من الزمن في جامعة اليمامة بالرياض، عندما قرر مجموعة من الشبان تدشين أسبوع ثقافي، وكانت ضمن الأجندة المسرحية، أطلقوا عليها اسم "وسطي بلا وسطية"، ليقفز مجموعة من المتفرجين ناحية المسرح، ويطالبوا بوقف العرض.

"سومياتي بتدخل النار"

فيلم "سومياتي بتدخل النار" من إخراج مشعل الجاسر، ومدة الفيلم 24 دقيقة، وتدور أحداثه حول خادمة تدعى سومياتي، ورأي أصغر طفلة في المنزل فيها، واسمها ليان، عند محاولة سومياتي التعايش في ظل أجواء عنصرية. الفيلم شارك أيضًا في إستديوهات بارامونت بلوس أنجلوس ضمن فعالية أيام أفلام السعودية، وفاز بجائزة أفضل فيلم قصير أجنبي للطلاب للأفلام المستقلة، ويكشف الفيلم واقع وحياة بعض الخادمات في السعودية، من خلال قصّة مشوّقة لخادمة آسيوية "تدعى سومياتي".

"المدرسة الموسيقية"

فيلم "المدرسة الموسيقية" من الفئة الكوميدية القصيرة، ومدته 19 دقيقة، من إخراج معن عبدالرحمن، ويتناول قصة شاب يحاول تحقيق حلمه بعد تخرجه، ويسرد التحديات التي تواجهه في إطار درامي كوميدي.

أفلام سعودية بمهرجانات عالمية

ليست تلك هي المرة الأولى التي تشارك فيها أفلام سعودية في المهرجانات العالمية، فقد شارك فيلم "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، في مهرجان لندن السينمائي، وصنفته صحيفة "الغارديان" البريطانية ضمن الخمسة الأوائل، كما حصل الفيلم على ثلاث جوائز عالمية خلال مهرجان البندقية السينمائي رقم 69، كما كان ضمن الترشيحات الأولية لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلُغَةٍ أجنبية لعام 2013، ليصبح بذلك أولَ فيلم سعودي يصل إلى هذه المرحلة.

وهناك أيضًا فيلم "بركة يقابل بركة" الذي رُشِّح للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، التي تُقدمها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، كثاني فيلم سعودي ينال هذا الترشيح.

"كان" تاريخيا

جدير بالذكر أن الدورة الأولى من المهرجان في مدينة "كان" الفرنسية، انطلقت في اليوم الأول من شهر سبتمبر عام 1939. ولم يكد المهرجانُ يدخل يومه الثالث، حتى نشبت معركة حربية بين فرنسا وبريطانيا من جهة، وألمانيا من جهة أخرى، مما أَدَّى إلى تأجيل المهرجان وتعليقه إلى أجل غير مُسمّى، نظرًا لظروف الحرب الدائرة. كما يتميز المهرجان كذلك بتنوع جوائزه من عام لآخر، مع استقرار الجوائز الأصلية للمهرجان، وأهم تلك الجوائز.

* السعفة الذهبية: وتُمنح هذه الجائزة لأفضل فيلم في الدورة على الإطلاق بحسب تقييم لجنة التحكيم.

* الجائزة الكبرى: لأفضل فيلم، وتختلف عن السعفة في كونها تُعبّر عن رأي لجنة التحكيم الخاص، ولا تخضع بالضرورة للمعايير السينمائية العامة.

وتمر عملية فرز الأفلام المرشحة إلى هذه الجوائز عبر مرشحات فنية دقيقة، حيث يزيد عدد الأفلام المقدمة إلى المهرجان سنوياً عن 2000 فيلم، تقوم لجان مشاهدة متخصصة بفرزها، والوصول بها إلى 22 فيلماً متنافساً فقط، يشترط فيها أن تعرض في المهرجان عرضاً عالمياً أوَّلَ.