الخرطوم - كمال عوض

كشف والي ولاية نهر النيل شمال السودان اللواء حاتم الوسيلة عن ترتيبات تعكف الولاية على إنفاذها توطئة للشروع في تصدير العقارب إلى خارج السودان بواقع 8 آلاف دولار للجرام الواحد. وقال الوسيلة في تصريحات صحافية ان أبناء محلية البحيرة جوار سد مروي عكفوا خلال ورشة علمية على مناقشة قضية العقارب التي أرقت مواطني المحلية. وأوصت الورشة بالترتيب لتصديرها للاستفادة من السم الموجود فيها واستخدامه في العديد من الصناعات. وكشف الوالي عن توجيهات صادرة من النائب الأول للرئيس السوداني للوزارات والجهات المختصة بالتنسيق مع الولاية لترتيب انفاذ عمليات التصدير.

ويتم اصطياد العقارب باجبارها للخروج من مخبئها في جحر أرضي أو بين الصخور بالمياه والضوء. وعندما تخرج يتم التقاطها بملقط من الألمنيوم وتوضع في أوانٍ بلاستيكية محكمة الإقفال ثم تنقل للعيش في صندوق زجاجي كبيت للزوجية، حيث تتكاثر وتضع كل عقربة ما يقارب المئة مولود في عملية الولادة الواحدة.



وأشار سودانيون يقطنون تلك المناطق أن الصينيون ينشطون في اصطياد العقارب ببحيرة النوبة شمال السودان ويستخدموا بطاريات كاشفة تمكنهم من انجاز مهمتهم في أراض وعرة. وذكر قيادي بالمنطقة أن عدد الذين قتلوا بلدغات العقارب منذ قيام "سد مروي" وصل إلى 79، غالبيتهم من الأطفال.

وأصبحت السودانية كوثر السماني من الشخصيات المهمة والمشهورة في مجتمع المال والأعمال في السودان حيث قامت بتأسيس شركة تقوم على صيد العقارب وتصديرها للصين، ويتم طحن معظمها وتستخدم لأغراض طبية والباقي يقدم مقلياً في أشهر المطاعم الصينية. وعن طريقة تجهيز العقرب للتصدير تقول السماني انها ورجالها حصلوا على تصاريح لصيد العقارب في شمال السودان وأنه بعد الحصول على العقرب يتم وضعه في ماء مغلي ثم يتم تجفيفه وتغليفه ومن ثم شحنه للصين.

ويرى اختصاصيون في علم الحيوان أن العقارب تستخدم في عدد من الدول كغذاء منشط جنسياً حسب اعتقاد أهلها، كما يتم طحن شوكتها واستخدامها كأمصال ضد سم العقرب نفسها، أو مستخلص لعلاج السرطان. كما يستخدم مصل العقارب لكبار السن وله شروط معينة لحفظه فهو يحتاج لوضعه في أماكن باردة، أما لدغة العقرب فتقتل الصغار بصورة مباشرة، نسبة لسرعة دمار أجهزة الإنسان، وهناك العديد من حالات الوفيات لم تصل للمستشفيات.

وأحبطت الجهات الأمنية في مطار الخرطوم قبل عامين، محاولة تهريب 200 كيلو من العقارب النافقة. وأوضحت الجمارك السودانية أن هذه الكمية من العقارب كانت في طريقها لإحدى الدول الآسيوية للاستفادة من سمومها من أجل تصنيع بعض الأدوية. وقالت جهات مختصة ان تهريب مثل هذه الأشياء يعد مخالفة لقوانين الاستيراد والتصدير، وقانون الحياة البرية السودانية. وقال مسؤول بالسياحة والآثار والحياة البرية إن تصدير إي نوع من الحيوانات أو الحشرات يحتاج لإجراءات أولها أخذ شهادة تجميع من الحياة البرية وموافقة الدولة المراد التصدير لها، وبهذا يكون الشخص اتبع الإجراءات التي تمكنة من الخروج عبر المطار بصورة رسمية بعيداً عن اعتباره من المهربين، وأضاف أن الهدف من الإجراءات الحفاظ على سمعة البلاد والحياة البرية والابتعاد عن المساءلات القانونية.