أقدم العديد من العسكريين اليابانيين على وضع حد لحياتهم اعتماداً على طريقة السيبوكو، أو "الهاري كاري" مع اقتراب هزيمة اليابان خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1945، مفضلين مواصلة العمل بالقوانين الأخلاقية التي اعتمدها المحاربون اليابانيون القدامى والمعروفة بالبوشيدو، فبدلاً من مواجهة عار الهزيمة والاستسلام، الموت أهون.

وهكذا لم يتردد وزير الحرب الياباني كوريشيكا أنامي في إنهاء حياته بأبشع الطرق، ففي حدود منتصف أغسطس سنة 1945وخلال أغسطس سنة 1945 وعلى إثر صدور أوامر من الإمبراطور هيروهيتو، بوضع حد للحرب، امتثل كوريشيكا أنامي للقرارات الإمبراطورية متخلياً بذلك عن طموحاته بمواصلة القتال على الأراضي اليابانية.

وبعد أن وقّع أنامي على وثيقة استسلام اليابان نزولاً عند رغبة الإمبراطور، لم يتحمل عار الهزيمة والذل، فكان الاستسلام آخر قرار للوزير الياباني، فانتحر معتمداً على إحدى طرق الانتحار العريقة لدى اليابانيين المسماة الهاري كاري، بأن أقدم على بقر بطنه وتقطيع أحشائه باستخدام سيفه عقب تدوينه لوصيته الأخيرة، التي كتب فيها "مع وفاتي، أعتذر بكل احترام من الإمبراطور عن الجريمة التي ارتكبتها".

وعقب تقطيعه لأحشائه، احتاج أنامي لبضعة ساعات كي يفارق الحياة، وأمام مشاهدتهم لمعاناته مع الموت، أقدم بعض المسؤولين اليابانيين على تقديم جرعة قاتلة لوزير الحرب لمساعدته على الرحيل عن هذا العالم بشكل سريع.