مبادرات واتفاقيات دولية عديدة تساهم في تكثيف التنسيق والتشاور والتعاون والتنافع والثقة والسلام والتنمية لبناء العلاقات الدولية وسط الحراك البنيوي للدول ومنها: الصينية العربية لتحسين الحوكمة العالمية حيث المستقبل الواحد، فكثيرة هي المبادرات والمقترحات وتوقيع الاتفاقيات للأعمال المشتركة حيث الغايات النبيلة التي تصب جميعها للتحرك لنهضة صاعدة في مجالات عدة، والتي تنطلق من دورات ولقاءات رئاسية دولية مشتركة تشكل استراتيجية عمل دولية ووطنية واحدة، للعمل عليها من خلال الكوادر البشرية في المؤسسات الحكومية العمومية منها والخاصة والتي تأتي متتابعة لفتح قنوات عمل جديدة في الساحة الإدارية والتنفيذية ما تشكل طاقة عمل وجهداً مضاعفاً بعضها عاجل وغيرها آجل وما بينها المطلوب جودة عمل وإنتاج لنجاح مميز لتحقيق هدف المنفعة.

حيث المبادرات القيمة التي تهتم وترتبط بالعلوم الحديثة المعاصرة وما يتطلبه العصر والمجتمع والنهضة والموقف والحدث من ضروريات حاسمة في مجالات عدة قد تتقدمها الأمور السياسية وتتبعها الاقتصادية وغيرها بقية المجالات في مختلف القطاعات وتارة تتقدمها الاقتصادية وتتبعها الأخريات من المجالات الأخرى وهكذا ولكن في ظل هذا التسارع والتتابع والربط الدولي بالوطني وغيره الربط ما بين المجالات حيث العلوم البينية وللوصول للجودة المطلوبة في العمل نحن في حاجة ماسة إلى تنمية وتدريب الكوادر العاملة في القطاعين على المستوى الدولي والوطني حتى لا تختل بوصلة العمل وميزان التنسيق في ظل كم المبادرات والاتفاقيات المطروحة على الساحة في الوقت الحالي والتي تتشارك وتتداخل وتندمج مع بعضها في كثير من الشؤون لذا كان من الضرورة عند وضع مقترحات ومبادرات جديدة أن تكون مصحوبة بالخطة التنفيذية العملية الواضحة المسيرة لبدء العمل وفق الإمكانيات التي تتوافق مع الجميع دون غيرها حتى لا تكون هناك تحديات وصعوبات لتراجع هذه المبادرات أو تأخرها أو حدوث ثغرات قد تحولها إلى سلبيات أكثر من إيجابيات حيث ضرورة دراسة هذه المبادرات قبل طرحها وعقد اتفاقيات العمل عليها لتحقيق الهدف.

فمن منطلق أعمال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي انعقد في بكين يوم الخميس الماضي بتاريخ 30 مايو 2024 تم التأكيد على بناء المعادلات الخمس للتعاون مع جمهورية الصين الشعبية للمستقبل المشترك ومنها المعادلة الأكثر حيوية للتعاون المدفوع بالابتكار لبناء 10 مختبرات مشتركة في مجالات الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والزراعة الحديثة والمعلومات الفضائية، وأهمها التعاون المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي، والمعادلة الثانية التعاون الاستثماري والمالي والثالثة التكامل للتعاون الطاقوي، جميعها مبادرات تتوافق ومتطلبات العصر وضرورياته ولكن نحن في حاجة اليوم والمجتمع بكافة أفراده لتكثيف التثقيف والجانب التوعوي والاستعداد العملي لمسيرة هذه المبادرات وما سوف تحققه من نجاحات وما سيعود على المجتمع الدولي بأكمله من خيرات ضمن خطط استراتيجية معدة تعمل وتتبع وترصد نتائج العمل عليها .

فبعد «الحزام والطريق» ووثائق التعاون التي وقعت بين الصين مع جميع الدول العربية للمنفعة المشتركة والتي من خلالها أشيد بنجاحها في مجال البحث والتطوير التكنولوجي ونقل التقنية بالتقدمات الجديدة حيث تصاعد التعاون الاقتصادي والتجاري والطاقوي إلى مستوى جديد وتقدم المشاريع النموذجية الرائدة والمشاريع الصغيرة التي تخدم الشعوب، وغيره من تطور كان من الضرورة لهذا التقدم أن تعرض إحصائيات وأرقام هذا النجاح للاطلاع عليه وآليات التقدم الإيجابية التي كانت دعامات أساسية لانطلاقة جديدة نافعة للمجتمع حيث المستقبل الواعد.