طارق مصباح

الحاجة كما يعرفها الدكتور محمد أبو العلا أحمد في كتابه "علم النفس" بأنها: "رغبة طبيعية يهدف الكائن الحي إلى تحقيقها بما يؤدي إلى التوازن النفسي والانتظام في الحياة". ويرى بعض العلماء من أمثال ماسلو في كتابه "Motivation and personality" أن مفهوم الحاجة مكافئ لمفهوم القيمة. كما يرى بعض العلماء أن للقيمة أساساً بيلوجياً، فهي تقوم على الحاجات الأساسي، فلا يمكن أن توجد قيمة لدى الفرد إلا إذا كان لديه حاجة معينة يسعى إلى تحقيقها أو إشباعها. والبعض الآخر يقسم القيم إلى قيم أولية، لها علاقة بالحاجات البيولوجية، وقيم ثانوية تختص بالجانب الأخلاقي والاجتماعي.

وبالنسبة لعلاقة القيم بالدوافع، فإن بعض العلماء يعدون الدوافع مصطلح أشمل يضم القيم، وتستخدم القيم بالتبادل مع الدافعية. فماكليلاند وولسون يعدان دافع الإنجاز بمنزلة قيمة. وأوضحت دراسات ولسون أن هناك ارتباطاً بين الدافع للأمن وقيمة الأمن القومي، ويرى فيذر أن القيم أيضاً مرادفة للدوافع، وبل ويوضح فيدز أنه ليست كل الدوافع قيم، فأحياناً يريد الشخص شيئاً ما، أو يشعر بوجوب عمل شيء ما ولكنه لا يفعله.



إن كثيراً من النظريات كشفت مدى تأثير القيم في الأفكار والقرارات. يذكر الدكتور الكيلاني عن شفير وسترونج أن القيم تعمل بوعي أو بدون وعي كجزء من المؤثرات في حياة الانسان، في سلوكه والقرارات التي يتخذها والمنجزات التي ينجزها.

وهنا يجدر بنا أن نذكر أن الأنس بالله تتولد عنه تلك الدوافع السامية بالتأكيد.