توفي الشاعر التونسي عبد الحميد الربيعي، اليوم الأحد، وفق ما أعلنته وزارة الثقافة في بيان لها نعت فيه الشاعر الغنائي الذي عُرف أيضا في مجال الإنتاج التلفزيوني.

والشاعر الراحل هو أصيل محافظة قابس، بالجنوب الشرقي التونسي. امتدت مسيرته الإبداعية على مدى نحو أربعة عقود أثرى فيها بكلماته الأغنية التونسية وبأعماله الإنتاج التلفزيوني في تونس.

ويعتبر الشاعر الراحل من أبرز الشعراء الغنائيين، وقد تعامل مع عدد كبير من نجوم الغناء في تونس مثل أمينة فاخت، ونجاة عطية، وشكري بوزيان، والشاذلي الحاجي، وصوفية صادق وغيرهم.



وإلى جانب مسيرته كشاعر لُحنت قصائده وأداها مطربون تونسيون. وعمل عبد الحميد الربيعي أيضا مخرجا ومنتجا، وخاض تجربة الإنتاج التلفزيوني وقدّم منوعة ”ألوان“ و“يسعد مساكم“، وكتب أيضا سيناريو وحوار ”فوازير ليالي الفرح“ التي بثها التلفزيون التونسي قبل سنوات.

وعُرف الشاعر الراحل بمواقفه القوية والثابتة إزاء المشهد الثقافي والإعلامي في تونس، إلى درجة أنه قرر الابتعاد عن المشهد لعدم وجود من يتعامل معهم بصدق، وفق تصريحات صحفية سابقة.

واتهم الربيعي في تصريحات إعلامية بعض الفنانين بأنّهم ”يريدون جمع المال السريع والبحث عن إنتاجات زهيدة، ولكن الشاعر والملحن لا يقبلان التعامل معهم، ولهذه الأسباب وغيرها ابتعدت عن المشهد الفني التونسي ويناسبني العمل مع مطربين عرب أفضل لأن التونسيين يستحوذون على جهدي ولا يذكرون اسمي“، وفق تعبيره.

وأشار الربيعي إلى أن آخر تعامل له مع مطربين تونسيين كان مع الفنانة الراحلة ذكرى محمد، وأن ذلك كان قبل وفاتها بأربعة أشهر، وقال: ”كتبت لذكرى أربع أغان سجلتها بالمغرب، ولكنها لم تُبث إلى اليوم، وها أنا احتفظ بها دون ميكساج، رغم أن الفنانة أحلام حاولت جاهدة الحصول على أغنية من مجموع الأغاني، ولكنني رفضت بشدة، وقلت لها ”لو دفعت مليارات العالم كلها لن أبيعك واحدة منها لأنني أنا والراحلة ذكرى اشتغلنا عليها بدمنا“، وفق تعبيره.

وفي حوار لإحدى الصحف التونسية، أرجع الربيعي مسؤولية تراجع الأغنية الوترية إلى عدم تجدّد المطربين، قائلا: ”تعاملت معهم جميعا ومن يحالفه الحظ بأغنية ناجحة يبقى رهينها طول حياته، إضافة إلى أنه يقتات مع زملائه المطربين على أغان تراثية متوهّما أنه أتى بالجديد، وأتساءل ماذا جدّدوا هؤلاء الفنانين الذين يقتاتون من التراث“.