يبدو أن العالم بأسره متجه نحو التقشف والتضخم وارتفاع غير مسبوق بأسعار المواد الاستهلاكية الأمر الذي سيؤدي بلاشك إلى تأثر الطبقة الوسطى التي بدأت بالفعل بالتلاشي شيئاً فشيئاً، ومثلها كذلك الطبقة الدنيا من محدودي الدخل، هذا كله بالمنظور القريب وبحسب قراءة عدد من المختصين والخبراء الاقتصاديين، ما يعني بأن الجميع في طريقه للمجهول والتي سرعت الجائحة بالوصول إليه.

المستقبل الذي يراه البعض مجهولاً يراه الخبراء أنه أكثر قساوة وحده، حتى وإن صاحبه ارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط والذي بات سلعة غير مجديه ولا يعوّل عليها كثيراً في السنوات العجاف القادمة، فالقادم أشد مع تضخم الأسعار وقلة الموارد وندرة الوظائف وارتفاع أسعار الشحن وغيرها من السلبيات التي تجعلنا في ترقب لمستقبل لسنا في استعداد له.

كل ذلك له ما له من إسقاطات على الشأن المحلي، ويتطلب جوانب كثيرة وعمل شاق محلياً وخارجياً، فعلى الصعيد المحلي بات الوطن في أمس الحاجة إلى مستشارين متخصصين في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية منها، مستشارين يستشفون المستقبل ويضعون الخطط ويقدمون المقترحات الناجعة بكل شفافية وإخلاص، وبحاجة إلى مجلس نيابي من ذوي العقول الراجحة يعمل جنباً إلى جنب مع نخبة المستشارين والمسؤولين عن الرؤى المستقبلية، نواب يعون تماماً أهمية التشريع ويضعون حياة الوطن والمواطن كأولوية في منهاج عملهم، لا مجلس يرتفع فيه الصراخ والعويل على توافه الأمور لتحقيق مكاسب إعلامية فقط.

وتلك المنظومة لابد أن تتوّج بمسؤولين أكفاء من وزراء ورؤساء هيئات قادرين على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوصول إلى شاطئ الأمان، مسؤولين بعون أهمية المرحلة وخطورتها ويضعون نصب أعينهم النجاح باجتياز هذه المرحلة المفصلية.

كلنا ثقة برؤية جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وقائد فريق البحرين سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، فهم صمام الأمان لهذه الأرض التي تجاوزت الصعاب في مراحل كثيرة، وحققت النجاح في جميع الجوانب وعلى مر الأزمنة، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم لخير هذا الوطن ومواطنيه، فمثل هذه المراحل التي تعتبر مرحلة مفصلية تتوجب منا كشعوب التكاتف والتعاضد لكي نعبر معاً بسلام.