نعم، فهم أحياء عند ربهم يرزقون بما قدموه من خير وعطاء خدمة لأبناء شعبهم، وبما قدموه من مساعدة ومعاضدة لقضايا أمتهم العربية والإسلامية، ولكل فعل طيب أصيل هو نابع من كرمهم ونخوتهم وشهامتهم.

وكأننا بالأمس حينما فقدت الأمة الشيخ زايد رحمة الله عليه، رجل الخير، مؤسس الاتحاد العظيم، الإمارات العربية المتحدة، ها نحن نعيش ألمَ فقد نجله وخليفته والقائد الذي سار على خطاه، فبنى وعمر وكبر وقاد الإمارات لتكون في مقدمة ركب الأمم، ولتكون مضرب الأمثال في كل شيء جميل ولتكون منبعاً دائماً للخير والرخاء.

اختار المولى عز وجل في يوم جمعة الشيخ خليفة بن زايد إلى جواره. رحل هذا القائد الإنسان ليضم سيرته العطرة إلى سيرة والده، وليجعل العالم بأسره يترحم عليه ويذكر مناقبه ويسبر أغوار مسيرته الحافلة التي ساهمت في نهضة وقوة الإمارات العربية المتحدة، شقيقتنا الغالية، وعضيدتنا الدائمة.

في سيرة خليفة بن زايد العطرة، يستذكر الناس عمله واجتهاده في بناء الإمارات القوية بمعية والده، يتذكرون النقلات القوية في مجالات الزراعة والنفط والصناعة والسياحة وكل مقومات الدولة الحديثة. يتذكرون أبناء زايد ووحدتهم فيما بينهم ومع جميع حكام الإمارات، كيف كان هدفهم الأسمى رفعة بلادهم، وشموخ أبنائهم، ونصرة أشقائهم، وزرع الخير في كل مكان.

أبناء زايد الخير لا يموتون، فهم في قلب كل إنسان لمس طيبتهم، وشاهد أفضالهم، وعرف كيف تكون نخوة الإنسان الإماراتي الخليجي الأصيل الذي لا يتردد في فعل الخير. هم خالدون في قلوب أحبائهم، وفي أذهان من أبهروهم بأعمالهم، هذه الأعمال التي لا تموت، هذه الأعمال التي أجرها عند الله حي وباقٍ ودائم.

في البحرين تعني الإمارات لنا الشيء الكثير، هي الجارة الشقيقة ومن تهب وتفزع لنا في كل محفل، وهي أرض الخير بحكامها وأهلها، نكن لهم الحب والتقدير، ولهم في القلب مكانة لا تتزحزح، مصابهم مصابنا، فزايد وخليفة منا وفينا، رجال فخر وعز، وصناع تاريخ لا يُمحى، فرحمة الله عليهما وألهم أهل الإمارات وكل شعب طالهم خيرهما الصبر والسلوان.

إمارات العز والفخر والتطور والشموخ، أسسها زايد بوحدة حكام إماراتها، بناها وعز أبناءها ورفع قدر شعبها لهام السحب، ومضى على عهده خليفة الذي طور وعمر وكبر وأزهر، واليوم ينقل الأمانة لأبوخالد الثابت على العهد والوعد، ينقل الأمانة لعضيده الشيخ محمد بن زايد وشبيه والده لتستمر الإمارات في ركب التطور والتقدم والتفوق، ويمضي أبناء زايد على الوعد والعهد، لتظل أعمالهم خالدة لا تموت.

مصاب أمتنا جلل، هاهو فارس يده ملأى بالخير والعطاء يترجل، وكل دعوانا أن رحمة الله عليه ومثواه جنة النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء.