لا يختلف اثنان على أن فقد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله خسارة كبيرة للجميع، فهو -كما وصفه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه خلال تقديم واجب العزاء- فقيد الجميع. لكن دولة الإمارات العربية المتحدة عمدت إلى تعويض خسارتها بالفقيد الكبير بسرعة انتخاب المجلس الأعلى لحكام الإمارات لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة وبمبايعة شعب الإمارات لسموه لتبدأ مرحلة جديدة تستكمل بها مسيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ولتضيف إلى مسيرة مجلس التعاون الخليجي بصمات جديدة ويزداد تأثيرها في المنطقة إجمالاً، حيث الجميع يتفق على أن الرئيس الجديد للإمارات هو رجل المرحلة وأنه بحكمته وخبرته وقدرته في الزعامة سيفعل أكثر مما هو متوقع وأوله الارتقاء بحياة الإنسان في الإمارات وإصلاح ما قسى به الدهر على مسيرة مجلس التعاون الذي عقد أول اجتماعاته في أبوظبي.

وبالقدر الذي عم فيه الحزن في مملكة البحرين لحظة الإعلان عن وفاة الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله عمت فيه الفرحة بانتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيساً لدولة الإمارات «فدونت مآثر الراحل الكبير وأشادت بمناقبه ودوره وجهوده في بناء نهضة دولة الإمارات الحديثة وتطورها في جميع المجالات وخدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء وإسهاماته مع إخوانه أصحاب الجلالة والسمو في دعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتوطيد أركان مسيرته المباركة» وعبرت عن «اعتزازها بالعلاقات التاريخية الأخوية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين مملكة البحرين وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة... وعن ثقتها بأن علاقات الأخوة والتعاون المتينة والتي تطورت وتوثقت على مدى سنوات طويلة ستبقى بإذن الله راسخة ومتجذرة وبما يخدم مصالح البلدين الشقيقين».

التقدير هو أن لن يمر يوم إلا ويكون لرئيس الإمارات الجديدة بصمة جديدة تضاف إلى بصمات الراحلين الكبيرين.