بين الفينة والأخرى تحتاج إلى أن تفرغ المشاعر سواء السلبية منها أو الإيجابية دون أن تكبتها في نفسك، وأياً كانت طريقة التفريغ، بالصورة التي تتوافق مع قناعاتك وذاتك ومنظورك للحياة. تفريغ في لحظات عديدة من حياتك تسمح فيها برحيل سلسلة من المشاعر السلبية التي لازمتك طيلة الحياة، أو رحيل تلك الخيالات المؤلمة التي ترنحت بها ذاكرتك فأصبحت تائهاً في دروب الحياة بلا أهداف مرجوة. لحظات السماح التي تعطيك متنفساً لتغيير فكرك الذي ظل مقيداً بعقلية بالية موروثة من الماضي، وتتحرر من القيود الوهمية التي لازمتك ولم تسمح لنفسك أن تتقدم للأمام وتحقق الآمال الكبار التي رسمتها لحياتك.

لحظات ستعيشها بلا شك في قلق أو حزن أو صراع للأفكار، فدعها كما هي تأخذ وقتها ثم ستجد نفسك تودع كل ملامحها وإن تصدرت في بعض اللحظات ملامح تفكيرك، فهو المسار الطبيعي لمثل هذه اللحظات. فقط عش دورك بسلام وارفع شعار «السماح» معها في كل لحظة، حتى ترحل أولاً، ثم تسامح كل الأجواء التي تعيش فيها من كل ضيق أو كدر أو «زعل» أو مضايقات حياتية عابرة. عش دورك العقلاني في حياة يكسوها «السماح» في كل لحظاتها، لأنك على يقين بأن هناك لحظات قادمة لا محالة «سترحل» بلا مقدمات من حياة البشر بدون أن تكون أنت الذي يقود لحظاتها.. بل هي لحظات حتمية ستقع.. لذا فرغ مشاعرك في اللحظات الآنية، واسمح لنفسك أن تكون صفحة من «الأمل والإيجابية» في الكون كله.. فتخاطب الحياة بروح حلوة جميلة تعشق العيش بسلام وعطاء وإيجابية.. وتتناغم مع الكون بأنفاس تعشق الخير وتنذر نفسها أن تعيش في واحات الخير بلا تردد أو انقياد لإزعاجات الماضي الأليم.

اسمح لنفسك أن تشاطر القلب القريب من قلبها علائم النجاح ومدارج الخير ومشاعر الأمل، وأن ترحل سريعاً من غدر المشاعر، وأن ترحل من أثر موجع كانت تنتظر إشارات ميدانه وتترقب مساحاته.. ولكنها اكتشفت أنها مجرد صورة معلقة في زاوية ما قد تتبدل في أي وقت.. حينها علمت أنها لم تسمح لخيالاتها أن تتوسع لتشمل زوايا أوسع في الحياة.. هي حكمة في محطة ما.. تعلمك أن تسمح لوخزاتها أن ترحل سريعاً فلا يظل ألمها يؤخر من ركب خطوات نجاحك في الحياة.

لحظات السماح عندما تخلد إلى النوم وقد أغلقت كل الذكريات العالقة في نفسك وسمحت لها بالرحيل، وتعلق حينها قلبك بالله تعالى فلم تسمح لإزعاجات الحياة أن تزعزع ولو ذرة واحدة من حبك وتعلقك بالملك الديان.. لحظات تسامح فيها كل من قابلته في مسيرك فتدعو: «اللهم سامحتُ فسامح وعفوتُ فاعفو». لحظات تسمح فيها بمغادرة كل من أساء إلى مشاعرك.. فيرحل بسلام بلا عتاب ولا تعلّق يتعب النفس.. لحظات السماح بأنت تعيش لإسعاد ذاتك وقلبك ونفسك التي تتذوق الجمال وتعشق الخير.. تتحرر لتتنفس العطاء وتزيل القيود الوهمية، ثم تقود الذات لتعيش الفرح كما تحب، وتكون عوناً للمحبين كما تعشق، فهي «السماح» الحقيقي لكل جماليات الحياة، فلا تتأثر إن قدمت المعروف ولاقت النكران.. لأنه الأثر الدائم في صحائف الحسنات.

ومضة أمل

«قال لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين».